أبوظبي تحدد بطل العالم للفورمولا 1 للمرة الخامسة


تتجه أنظار العالم اعتباراً من غد الجمعة صوب حلبة مرسى ياس، لمتابعة جائزة أبوظبي الكبرى في ختام بطولة العالم للفورمولا 1، والتي ستحسم لقب بطولة العالم للسائقين لموسم 2025، وتدشن التجارب الحرة الأولى والثانية، غداً، فعاليات الجولة الأخيرة من موسم الفورمولا 1، إذ تقام التجارب الحرة الأولى عند الساعة الواحدة والنصف إلى الثانية والنصف، وتبدأ التجارب الحرة الثانية في الخامسة، وتستمر حتى لمدة ساعة، فيما تقام جولة التأهيل في السادسة مساء بعد غد السبت، على أن يقام السباق الرئيس في الخامسة مساء الأحد المقبل.


ويدخل جائزة أبوظبي الكبرى ثلاثة سائقين، يتنافسون على لقب بطولة العالم للفورمولا 1 في حدث تاريخي لأول مرة منذ 15 عاماً، حيث ترتفع وتيرة المنافسة بين ثنائي ماكلارين البريطاني لاندو نوريس، والأسترالي أوسكار بياستري، والهولندي ماكس فيرستابن سائق ريد بل وبطل العالم 4 مرات.


وأعادت نتيجة سباق جائزة قطر الكبرى الأسبوع الماضي فيرستابن إلى صراع المنافسة بعد فوزه المثير على حلبة لوسيل، ورفع رصيده إلى 396 نقطة، ليصعد إلى المركز الثاني بفارق 12 نقطة خلف المتصدر لاندو نوريس، الذي حل في السباق الأخير في المركز الرابع، بينما تراجع بياستري إلى المركز الثالث برصيد 392 نقطة، وتبقى فرص أي سائق من الثلاثي قائمة في الفوز باللقب على حلبة مرسى ياس.


وتحدد جائزة أبوظبي الكبرى بطل العالم للفورمولا 1 للمرة الخامسة في تاريخها منذ دخولها إلى الفورمولا 1 عام 2009، وستكون هذه هي المرة الـ30 في تاريخ البطولة، التي يحسم فيها اللقب في السباق الأخير، حيث تخطف أبوظبي الأضواء في السباق الختامي، الذي يتوقع أن يشهد إثارة ومنافسة تاريخية، لا تتكرر كثيراً.


المرة الأولى التي حسمت فيها جائزة أبوظبي الكبرى لقب بطل العالم في عام 2010 عندما توجت الألماني سيباستيان فيتيل سائق ريد بل بلقبه العالمي الأول في مسيرته، عندما فاز بالمركز الأول في أبوظبي.
ومنذ 2010 لم يتشارك أكثر من سائقين في المنافسة على اللقب في الجولة الأخيرة، حيث كانت الصراع بين الرباعي سيباستيان فيتيل ولويس هاميلتون وفيرناندو ألونسو وجنسون باتون، وحسمها فيتيل بعد سباق تاريخي كونه أصغر سائق يحقق بطولة العالم، ولم يكسر رقمه حتى الآن.


المرة الثانية التي حسمت فيها أبوظبي بطل العالم في عام 2014 عندما حقق البريطاني لويس هاميلتون بطل العالم 7 مرات لقبه الثاني بعد منافسة مع زميله في فريق مرسيدس حينها الألماني نيكو روزبرغ.
بعد عامين تكرر المشهد بين ثنائي مرسيدس هاميلتون وروزبرغ احتل هاميلتون المركز الثاني في البطولة خلف روزبرغ بخمس نقاط، بعد أن واجه بداية صعبة للموسم، حيث أدت سلسلة من بدايات السباق السيئة والأعطال الميكانيكية إلى تأخره بفارق ضئيل عن روزبرغ.


وأدت سياسة مرسيدس في السماح للثنائي بالمنافسة بحرية على العديد من المناوشات بينهما، وبلغت ذروتها في سباقي الجائزة الكبرى في إسبانيا والنمسا.
وفاز هاميلتون بستة سباقات من أصل سبعة في منتصف الموسم، وبعد سلسلة من السباقات دخل هاميلتون جائزة أبوظبي الكبرى في الجولة الأخيرة للموسم متأخراً بفارق 12 نقطة عن روزبرغ، وحاول تحدي أوامر الفريق، حيث تعمد إبطاء روزبرغ عمداً عن طريق دخول مجموعة السيارات الملاحقة، التي فشلت في تجاوز روزبرغ، الذي فاز باللقب في النهاية قبل أن يعلن اعتزاله من أبوظبي.


المرة الرابعة جاءت في حدث لا ينسى في تاريخ الفورمولا 1، حيث شهدت أبوظبي سباقاً وصف بأنه الأعظم والأكثر درامية طوال تاريخ البطولة، إذ دخل كل من ماكس فيرستابن ولويس هاميلتون السباق الأخير متساويين في النقاط (369.5)، وتصدر هاميلتون معظم فترات السباق وبدا في طريقه للفوز باللقب الثامن في طريقه، لكن دخول سيارة الأمان قبل نهاية السباق غير كل شيء، وتبقى لفة واحدة فقط بعد أن قرر مايكل ماسي، مدير السباق، بالسماح لعدد من السيارات التي تجاوزت اللفة بإنهائها قبل إعادة السباق، وهي خطوة اعتبرت غير متسقة مع إجراءات السباق المعتادة، وأثارت جدلاً حول تأثيرها على نتيجة البطولة.


وفي اللفة الأخيرة كان فيرستابن خلف هاميلتون، وبعد أن خرجت سيارة الأمان من مسار الحلبة انقض فيرستابن على هاميلتون وتجاوزه، وخطف بطولة العالم في واحدة من أكثر السيناريوهات الإعجازية، التي شهدتها الفورمولا 1 في تاريخها، وحقق فيرستابن أول بطولة للعالم في مسيرته بفارق 8 نقاط عن هاميلتون.
وسيكون سباق الأحد عبارة عن صراع شرس بين الثلاثي نوريس الطامح إلى تحقيق لقبه الأول، بعد أن فاز بجولة أبوظبي العام الماضي، وفيرستابن، الذي يبحث عن الوصول إلى اللقب الخامس في مسيرته خصوصاً أنه يمتلك الأفضلية في أبوظبي، بعد فوزه بأربعة من آخر خمسة سباقات، أقيمت على حلبة مرسى ياس، وبياستري، الذي تعد حظوظه الأقل والباحث عن لقبه العالمي الأول.