متحف الشندغة .. علاجات من البيئة المحلية (2)

يمثل «متحف الشندغة» حالة فريدة في عالم المتاحف، إذ يمثل 22 متحفاً في واحد. وهذه المتاحف الداخلية، التي يطلق عليها بيوت الشندغة، تجعل من المتحف حياً متكاملاً.

ومن اللافت أن كل بيت - متحف يتخصص بعنوان من عناوين الحياة في دبي، ويعرض جانباً من تراثها الثري، ويعرف بتقاليد الحياة والعمل والتجارة والصناعات المحلية، بطريقة فريدة.

يستعرض «بيت الطب الشعبي» الطب في الإمارات من القديم إلى الجديد، منذ المطببين المحليين وكيفية تمكن المعالجين التقليديين من تقديم الرعاية، بفضل اكتشافهم للفوائد التي تتمتع بها النباتات المحلية، وتمكنهم من تسخيرها في العلاج، إلى كيف أصبحوا مصدراً رئيسياً للعلوم الطبية الحديثة.

يوثق «بيت الطب الشعبي» بأسلوب يصلح أن يكون مصدراً ينطلق منه الباحث في هذا الشأن، عن المجتمع الطبي قديماً في دبي، الذي كان يقوم على ثلاث شخصيات طبية: عبدالله بن عبيد الفلاسي، ومريم بنت سيف بن سرور، وسعيد بن سيف المري.

كما يبين الموارد الطبيعية والعلاجات المحلية، التي كانت تؤخذ من البيئة المحيطة لدبي، وتستخدم في علاج العلل والأمراض والالتهابات سواء في المناطق الساحلية والجبلية والصحراوية، وكيف أسهمت هذه الاكتشافات في تكيف المجتمعات المحلية والحفاظ على صحة أهلها.

علاجات

ويستعرض «بيت الطب الشعبي» كل الأوراق والنباتات الطيبة والملونة والسامة، بفوائدها الطبية وفوائدها العالية، كما يعطي فكرة عن الطرق التقليدية للعلاج من طب الأعشاب والعلاج الشعبي من الكي والحجامة والوسم.

وحول أوراق الخنصور، وعشبة الخلة المستخدمة في علاج أمراض الجهاز التنفسي وأمراض القلب والضغط والالتهابات البولية، وضغط الدم المرتفع ومرض السكري ومشكلات الكبد، إلى نبتة السدر والخيلة وبذورها المحلية، وحول النباتات السامة مثل الدفلة الصفراء العطرة التي تنبت في المنطقة الشرقية في الحدائق والمزارع وعلى مدار العام.

ويعرض «بيت الطب الشعبي» الأعشاب والنباتات المستوردة من الدول المجاورة مثل عمان وإيران وسقطرى والهند ومنطقة شرق أفريقيا، مثل اللبان لكثرة فوائده وقيمته الطبية العالية.

ويقدم شرحاً وافياً لأساليب نقل العطارين والمعالجين التقليديين خبراتهم ومعرفتهم بالحياة النباتية شفهياً، ليلاحظ أن هذا الإرث الشفهي في لغة سكان دبي المحلية من خلال الأمثال والحكم والأقاويل الشعبية القديمة والموجودة ضمن بعض المعروضات كالسجلات الطبية، مروراً بالطب الحديث الذي باتت دبي تشكل وجهة رائدة فيه على المستوى العالمي.

اقرأ أيضاً:

متحف الشندغة .. زينة مكللة بلآلئ التراث (1)