متحف الشندغة .. زينة مكللة بلآلئ التراث (1)

ت + ت - الحجم الطبيعي

يمثل «متحف الشندغة» حالة فريدة في عالم المتاحف، إذ يعتبر في الواقع 22 متحفاً في مكان واحد. وهذه المتاحف الداخلية، التي يطلق عليها بيوت الشندغة، تجعل من «متحف الشندغة» حياً متحفياً متكاملاً.

ومن اللافت أن كل بيت - متحف، من هذه البيوت يتخصص بعنوان من عناوين الحياة في دبي، ويعرض جانباً من جوانب تراثها الثري، ويعرف بتقاليد الحياة والعمل والتجارة والصناعات المحلية، بطريقة فريدة.

يعرض «بيت المجوهرات التقليدية»، معاني التزين بالمجوهرات التقليدية كجزء من تراث أهل الإمارات وأهل دبي تحديداً، بوصف الزينة تمثل تعبيراً عن الذوق الشخصي للمواطنين، وتُظهر خصائص الانتماء الثقافي والعلاقة الحميمة مع التراث.

ولدى الحديث عن المجوهرات التقليدية، يبرز اللؤلؤ باعتباره أحد عوامل الازدهار الاقتصادي في ماضي دبي، غير أن استخدامه في الزينة كان نادراً، إذ كان يجري الاعتماد على مواد أخرى، مثل الذهب والفضة والأحجار الكريمة وشبه الكريمة، في صناعة قطع المجوهرات المحلية وترصيعها.

وتمثل الأساليب المختلفة، التي تتبعها النساء ويحرص عليها الرجال في التزين للاحتفال بالأعياد والمناسبات، واحدة من المحطات التي يضيء عليها «بيت المجوهرات التقليدية». وبما يتعلق بالرجال، يبدأ الأمر بالخنجر، الذي يمثل أهم أدوات زينة الرجل الإماراتي، حيث يضعه في المناسبات الرسمية.

وهنا، يجد زائر «بيت المجوهرات التقليدية» وصفاً دقيقاً للخنجر، بزواياه الدقيقة ونصله الحديدي المنحني ذي المقبض المصنوع من قرون الحيوانات أو من الخشب.

وكذلك الأشكال المختلفة من الزخارف والتصاميم. كما يضيء على «الحقَبْ»، وهو الحزام الذي ترتديه المرأة في المناسبات الخاصة، وأغلب «الحقَبْ» للمرأة مصنوع من الفضة قبل الرخاء الاقتصادي، ومن الذهب في النصف الثاني من القرن العشرين، كما يمكن للزائر أن يتعرف على طريقة تزيين «الحقَبْ» بزخارف منقوشة أو بقطع من الزجاج الملون والأحجار الكريمة.

الزينة ومفرداتها

ويقدم «بيت المجوهرات التقليدية» سردية متكاملة حول الزينة ومفرداتها في التراث الإماراتي، وتشمل أنواع القطع الأخرى من أساور وزينة الرأس والأقراط بمسمياتها المحلية.

ومن أمتع ما يمكن أن يجده زائر «بيت المجوهرات التقليدية»، هي تلك المعلومات حول المصادر التي كانت دبي تستورد منها المواد الخام، من معادن نفيسة مثل الذهب المتين الصنع والمستخرج من الهند وأوروبا والأمريكيتين، وكذلك الأحجار الكريمة وشبه الكريمة من تركيا وآسيا الوسطى، والمرجان الأحمر الذي يأتي من منطقة حول البحر الأبيض المتوسط، وكان الأهالي يصدرون بالمقابل لآلئ الخليج العربي.

خريطة

ويوضح «بيت المجوهرات التقليدية» عبر خريطة ضخمة هذه التجارة الدولية، ومراكزها من المدن المذكورة إلى الخليج العربي، الذي كان أكثر من مجرد سوق، وأضحى واحداً من أهم المعابر التجارية، مع توضيح الطرق البحرية.

السردية التي يقدمها «بيت المجوهرات التقليدية» تشمل الحديث عن قيمة اللؤلؤ في الخليج العربي، وكيف يستخرج من مياه سواحل دبي، ليصدر بعدها إلى مختلف البلدان، وكيف ظل يهيمن على الأسواق العالمية، حتى ظهور اللؤلؤ الياباني، كما يوضح المتحف أنواع اللؤلؤ وكل لؤلؤة وتسميتها، وفقاً للشكل والحجم واللمعان واللون وجودة السطح والندرة.

Email