صنّاع الأثر الرقمي

اليوم، الكلمة التي تنشرها في الفضاء الرقمي هي سلاح ذو حدّين: إما أن ترفعك درجات، وتجعل سيرتك عطرة وبصمتك إيجابية في مجتمعك، فتصبح مثالًا يُحتذى به، أو أن تُنزل من قدرك أميالاً، ويُسجَّل اسمك في قوائم من لم يُحسن تمثيل نفسه ولا مجتمعه.

وانطلاقاً من أهمية نشر الوعي على نطاق واسع، أطلقت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، وسم #محتواك_أثرك في قمة الإعلام العربي، بهدف توعية المستخدمين بأهمية أن يكون محتواهم في منصات التواصل الاجتماعي إيجابياً وذا أثر فاعل.

الإعلام الحقيقي لا يُقاس بعدد المتابعات ولا بسرعة الانتشار، بل بعمق المعنى وأثر الكلمة. فدوره أن يكون منارة تبني الثقة وتحمل الهوية، لا مجرد منافس في سباق «الترند». والإعلام الواعي هو من يقود التحول الرقمي بروح إنسانية تحفظ جوهر القيم، وتُعيد الإنسان إلى موقعه الحقيقي في قلب الرسالة.

ولقد أكدت سموها أن المجتمعات الرقمية أعادت رسم خريطة العالم وفق منظور جديد، يقوم على تواصل شباب الإمارات مع العالم من خلال نشر تجاربهم.

وأشارت إلى أن المؤثرين أسهموا في تشكيل الوعي العام، وأصبحوا جزءاً لا يتجزأ من الذاكرة الإعلامية والثقافية لعصرنا بفضل قدرتهم على الوصول المباشر والسريع إلى الجماهير. كما أضافت سموها إن للإعلام دوراً كبيراً في ممارسة الإرشاد، والتحقق من المعلومات قبل نشرها.

ولا شك في أن سلوكيات المؤثرين تنعكس على الأجيال، فهم لا يمثلون أنفسهم فحسب، بل يمثلون جيلاً كاملاً من الشباب الطموحين الباحثين عن الإلهام والقدوة.

نفخر اليوم بكل مؤثر حمل رسالته السامية بوعي، ومضى بثبات مدركاً أن الكلمة أمانة، وأن المحتوى انعكاس للقيم لا صدى عابر في زحام اللحظة. فمن جعل من أثره نوراً، ومن محتواه مرآة لضميره، لا تُغريه الأرقام ولا ضوضاء الشهرة.

لذا ازرعوا أثراً طيباً، فالعطر الحقيقي يبقى، وإن غاب صاحبه.