دول الخليج تقود زمام المرحلة التاريخية

في الأيام القليلة الماضية، عادت دول الخليج العربية لتخطف الأضواء، مجدداً، لتتحول إلى محجّة اهتمام، ليس بصرياً فقط، عبر شاشات الإعلام المرئي، وغير وسيلة أخرى، بل اقتصادياً وسياسياً؛ إذ شهد العالم، على نحو تفاعلي، ما جرى من اجتماعات ولقاءات على مستوى رفيع، توّجت باتفاقات ومذكرات تفاهم شملت عدة مجالات، بين دول المنطقة والولايات المتحدة.

أُبرمت شراكات استراتيجية، بعضها وصف بالأولى من نوعها، في مجالها، توزعت بين العسكرية، والطاقة المدنية، والتقنية عالية الدقة، الأحدث التي يتنافس عليها العالم اليوم. الذكاء الاصطناعي ـ (AI). الذي اعتلت دولة الإمارات فيه، المرتبة الثالثة عالمياً، بعد الولايات المتحدة والصين.

الحدث الخليجي، الموصوف بالأهم تاريخياً، بدأ باستقبال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الرياض، تلاه في اليوم الثاني اجتماع خليجي - عربي - أمريكي، سعت له دول الخليج العربية، كما حضره بعض الدول العربية المدعوة.

طرحت فيه ملفات عدّة مهمة، تهم دول الخليج العربية، والمنطقة العربية، من أبرزها الملف السوري، الذي أولته دول الخليج مجتمعة، حرصاً بالغاً، ورعاية لافتة، قدمت فيه عوامل موجبة لتحقيق مطلبين عاجلين:

رفع العقوبات عن سوريا، لكي تتمكن من النهوض مما هي فيه من وضع، أما المطلب الثاني فتمهيد الطريق للعلاقة بين سوريا والإدارة الأمريكية، تمثلت بدعوة الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع، للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وقد تحقق لدول الخليج العربية، هذان المطلبان، كما باقي الملفات.

يرى المراقبون فيما حدث، في قمة الرياض، أنه تأكيد راسخ على أن منطقة الخليج بدولها مجتمعة، تشكل اليوم، مركزاً ليس فقط للقرار العربي، بل والعالمي؛ فهي تقود المرحلة الزمنية الحالية، الموصوفة بالأكثر حساسية واضطراباً، وأهمية، على المستويين العربي والعالمي.

كما يلاحظ المراقبون بوضوح، الدور الكبير لدول الخليج، في إنعاش الحواضر العربية، لتمكينها استرداد دورها الحضاري، وإرادتها المصادرة عنها لأزمان، بفعل سياسات أنظمة شمولية بائسة.