الفحص الجيني للقائد الفاشل.. تشخيص حالته وطرق الوقاية

هل القائد الفاشل يولد كذلك؟
أم أن الفشل يأتي لاحقاً بفعل تراكمات الإهمال، والتبرير، وسوء فهم معنى القيادة؟
في هذا التقرير العلمي/الساخر، أجرينا فحصاً جينياً دقيقاً لعينة من نوع «القائد الفاشل»، وجاءت النتائج مدهشة: تركيبة كاملة من الطفرات النفسية والسلوكية، وكأن الفشل محفور في الحمض الإداري النووي.
التركيبة الجينية للقائد الفاشل:
Fear of Greatness Mutation
طفرة نادرة مسؤولة عن الخوف المزمن من اتخاذ القرار.
المريض يفضل التأجيل على التحرك، والسلامة على الريادة، يعيش في «منطقة رمادية» مريحة، ويخشى القفز حتى لو كان الحبل مربوطاً.
EGO-XL – تضخم الأنا الوراثي
هذا الجين يؤدي إلى اعتقاد راسخ بأن القائد دائماً على حق، حتى في قمة الفشل.
لا يتقبّل النقد، لا يعترف بالخطأ، ويعيش داخل فقاعة من الإعجاب الذاتي.
VISION-0 – غياب البصيرة القيادية
خلل حاد في الجزء المسؤول عن الرؤية.
لا توجد خطة، لا مستقبل، لا سؤال «إلى أين؟».
المريض يتفاعل فقط مع ما يحدث اليوم، وغالباً بعد فوات الأوان.
BLAME-R – نزعة لوم الآخرين
عند ظهور أي خلل، يُفعّل هذا الجين فوراً آلية «الإنكار»، ويلقي المسؤولية على: الفريق، السوق، الظروف، الطقس، وأحياناً «الطاقة السلبية».
FILTER-% 100 – عزل الواقع الإداري
يسمح للقائد بسماع ما يعجبه فقط، ورؤية ما يلمّعه الآخرون له.
التقارير وردية، الاجتماعات منمقة، والمشاكل لا تظهر على الرادار أبداً.
التشخيص النهائي
المريض يعاني من فشل قيادي مزمن ناتج عن تركيبة مركّبة من التردد، والغرور، وضعف الرؤية، وانفصال شبه تام عن الواقع.
البيئة المحيطة (المطبّلون، ثقافة الخوف، والكرسي المريح) تفاقم الحالة.
بروتوكول الوقاية والعلاج
1. جلسات توعية إدارية مكثّفة مع جرعة من التواضع.
2. علاج سلوكي بالاحتكاك الميداني اليومي مع الفريق والعملاء.
3. مكمّلات «فيتامين الشجاعة»، و«مضاد تضخم الأنا».
4. لقاح سنوي ضد الإنكار ولوم الآخرين.
5. عزل القائد عن التقارير المزيفة، وربطه بأرض الواقع مباشرة.
ملاحظة ختامية
بالطبع، هذه الجينات غير حقيقية، هي تسميات رمزية ساخرة، تهدف لتشريح الفشل القيادي بطريقة ذكية ومرحة.
الفشل ليس جينياً، لكنه في بعض الأحيان يبدو وكأنه كذلك، إذا أصر القائد على البقاء في فلك الذات، ورفض مواجهة مرآة الحقيقة.