طاولة القرار لا تتسع للمجاملات! من لا يضيف... يجب أن يغادر

في المستشفيات، حيث تبنى الثقة أو تنهار بثوانٍ، وحيث تحسب النجاحات بنبض المرضى لا بعدد الاجتماعات، لا مكان على طاولة القيادة لمن لا يضيف.

ومع ذلك، في كثير من المؤسسات الصحية، نجد طاولة القرار مزدحمة... لا بالكفاءات، بل بالمجاملات.

مسميات كبيرة... وأدوار غائبة

ما الذي يجعل منصباً قيادياً يمنح لشخص لا يملك خطة، ولا يؤثر على التشغيل، ولا يعرف تحديات الميدان؟ الجواب ببساطة: المجاملة، الترضية، أو «التاريخ الطويل» داخل المؤسسة.

لكن الخبر الصادم: الخبرة لا تعني بالضرورة الكفاءة.

والوفاء للمكان لا يبرر البقاء في موقع لا يصنع فرقاً.

طاولة القيادة ليست نادياً اجتماعياً

من يجلس على طاولة القرار في مستشفى، يجب أن يحمل هم المؤسسة، ويفهم لغة الأرقام، ويتفاعل مع الأزمة، ويقود لا يقاد.

القيادة ليست حضوراً في الاجتماعات، ولا توقيعاً على المذكرات. القيادة موقف.

من لا يتحدث وقت الصمت، من لا يصحح وقت الخطأ، من لا يقترح وقت الجمود... لا يجب أن يكون ضمن صناع القرار.

التنوع ليس خياراً... بل ضمانة للنجاة

لكي تنجح قيادة مستشفى، لا بد أن تجمع خلفيات مختلفة: طبية، مالية، تشغيلية، رقمية.

لا يكفي أن يكون الجميع من خلفية واحدة، أو طريقة تفكير واحدة. إذا اتفق الجميع على كل شيء... فهناك أحدهم لا يفكر.

المشكلة الحقيقية: مناصب تمنح بلا مساءلة

أحد أسباب ضعف القيادة في المستشفيات هو غياب تقييم حقيقي لأداء القياديين أنفسهم.

متى كانت آخر مرة سئل فيها مدير:

• ماذا أنجزت خلال 6 أشهر؟

• كم مبادرة قادها بنفسه؟

• ما الأثر الملموس لفريقه؟

وإذا لم يكن هناك إجابة واضحة... فلماذا مازال يحتل الكرسي؟

الفريق القيادي ليس لاستعراض الرتب... بل لحماية المرضى

كل قرار إداري في المستشفى، مهما بدا بسيطاً، ينعكس على الرعاية الصحية.

تأخر التوظيف؟ نقص في الكادر.

تردد في شراء جهاز؟ تشخيص متأخر.

فوضى في جدول التشغيل؟ إرهاق للطواقم، وسقوط في الجودة. ومن هنا القاعدة الذهبية: من لا يضيف... يجب أن يغادر.

ليس قسوة، بل إنصافاً. ليس عقوبة، بل حفاظاً على الكفاءة.

المريض لا يرى المدير... لكنه يشعر بقراراته.

والمستشفى لا ينهار دفعة واحدة، بل بكراسي مشغولة بأصحابها بدلاً من أن يشغلها أصحاب الكفاءة.

في المقال القادم من هذه السلسلة، سنتحدث عن «البطء القاتل»: لماذا تتحرك بعض المستشفيات كأنها مؤسسات انتظار؟ ومن المسؤول عن تحويل القرار إلى إجراء... لا ورقة تنتظر توقيع؟