الحياة الاقتصادية في الإمارات قديماً «2-2»

ت + ت - الحجم الطبيعي

مقالنا السابق كان قراءة مقتضبة في الكتاب أعلاه، واليوم نستأنف الحديث لإكمال ملامح مشهد اقتصادي، على أهميته، انطوى، لتحل محله نهضة اقتصادية زاهرة وحديثة.

وتلك الحركة الاقتصادية في البلاد، قديماً، اقتضى اكتمالها تأسيس البنوك، لتتولى مهمة الخدمات المصرفية، تحديداً في العقد 4 من القرن 20، فبدأت تظهر في اللهجة المحلية مفردات اقتصادية، مثل: بنك وفلوس وعملات وتصريف وتحويل واعتماد مالي ومضاربة وفوائد وأرباح سنوية. وتأسس عدد من البنوك، كبنك دبي الوطني 1964.

وكانت قد سبقته بسنتين بنوك، وتلته أخرى، كبنوك كراندليز وتشارترد والعربي المتحد والبريطاني للشرق الأوسط. شكلت مداخيل تلك المرحلة قاعدة مناسبة لانطلاق حركة التشييد والعمران في الإمارات. وتلك خطوة ولدت من حركة التداول بين التجّار والمصدّرين، ممن كانوا يعملون في مداولة البضائع متعددة الأنواع، من الأخشاب إلى اللؤلؤ الطبيعي والذهب، وما بينهما، كالأقمشة والتمور والبهارات والأسماك والحيوانات، إبل وماشية. وبعض الصناعات كذلك، كصناعة السفن الخشبية المسمّاة (القلافة أو الجلافة)، أما الشخص، صانعها، فاسمه الجلّاف.

وشهدت تلك الفترة أدواراً تجارية أشخاصها الباعة (نساءً ورجالاً)، مثل بائع التمور، بائع الطيور والأغنام والماعز، بائع المالح ـ الأسماك المملّحة - وبائع النخّي، وهو الفول، وبائع اللبن. ويضاف لأولئك الباعة، حرفيون آخرون، لا اتساع في المجال لذكرهم. كما اشتمل الكتاب على عروض وتعريفات بمهن وأدواتها، منها أدوات الزينة النسائية، الذهبية والفضية، مثل (بَنجَري - بناجر)، وهو نوع من الأساور والحليّ ذات نتوءات جانبية مقبّبة. و(بَلبَلكيّة)، نوع من الأقراط الذهبية النسائية، وتسمّى أيضاً (شغَاب)، وغيرهما الكثير.

وأورد معجم (الحياة الاقتصادية في التراث الإماراتي)، أسماء عدد من الموانئ -البنادر- التي كان تجار المنطقة يقصدونها لذاتها، أو يمرون عليها في طريقهم، بمراكبهم مختلفة الأحجام والحمولة التجارية، مثل بندر مسقط، بندر البحرين، بندر عباس، بندر البصرة، وغيرها من موانئ في الهند وأفريقيا.

مقطع القول، إن الكتاب مرجع مهم يؤسس لما بعده.

اقرأ أيضاً:

الحياة الاقتصادية في الإمارات قديماً «1-2»

 
Email