الحياة الاقتصادية في الإمارات قديماً «1-2»

ت + ت - الحجم الطبيعي

 تدوين التاريخ الشفاهي في الإمارات، موضوع يحظى بأهمية قصوى لدى الكثيرين مؤسسات وأفراداً، فمادته لا نهاية لها، لارتباطها بحراك الإنسان ضمن المجموع البشري في المكان.

والتدوين، على ما أنجزه من خطوات لافتة حتى الآن، فإنه دائماً ما يحتاج لعمل دؤوب ومستمر، وتطوير لأدوات الاستقصاء، ورفع كفاءة جامعي التراث الميدانيين، كما الارتقاء بأساليب التدوين ومعالجته، فالتدوين الشفاهي أحد فنون كتابة التاريخ.

ترددتُ حين وقعت عيني على كتاب ضخم الحجم (800 صفحة)، في أن تكون مادته ممتعة، لأختاره وجبةً أسبوعية، وذلك لورود كلمة (الاقتصادية) في العنوان، فمن التجربة العملية، كلما لمحت كلمة اقتصاد، وجب عليّ استدعاء تركيز إضافي وحضور متّقد، كي أتمكن من ناصية المادة وأفهمها؛ فالاقتصاد، في أفضل الحالات، ليس مادة سهلة على الهضم ولكن خابت توقعاتي.

وفرحت لذلك، إذ اكتشفت العكس؛ فالكتاب (معجم الحياة الاقتصادية في التراث الإماراتي) ثري وممتع للغاية، لمؤلفيه الدكتور حمد بن صراي والباحث علي أحمد المغني، اللذين ذكرا بتواضع جم، أن الجهد البشري مهما بلغ من الإتقان والرصانة، يظل المنتج عرضة للنقد، واختلاف المهتمين في شأنه وذلك أمر طبيعي فنحن لا ندّعي الكمال، ولا نزعم أن نضفي على التراث حراستنا.

وفيما بدا إجابة عن سؤال عمّا يبحث الكتاب تحديداً وتفصيلاً، قالا إن معجمهما (الحياة الاقتصادية في التراث الإماراتي)، يأتي صدوره (2023-2022) ليسد نقصاً في المعلومات المتعلقة بالحياة الاقتصادية لمجتمع الإمارات قديماً، كونه موضوعاً لم يتم التطرق إليه من قبل، على النحو الذي أعدّاه به، من ناحية جمع المفردات ذات العلاقة بالحياة الاقتصادية، ومن ثم توثيقها علمياً بحسب الأصول.

وإضافة إلى ما يقدمه المعجم المذكور لأبناء الإمارات من ثراء في منحى اقتصادي تراثي مهم، فإنه يؤكد لهم - للأبناء - عمق التواصل وجذوره مع المحيط الخليجي، والقريب العربي، والجوارين الإفريقي والآسيوي، كونه محيطاً حيوياً جرى التعامل معه عشرات العقود.. للحديث بقية.

Email