«فتاة العرب».. جائزتها وديوانها «2/2»

ت + ت - الحجم الطبيعي

في الحديث عن الشاعرة عوشة بنت خليفة السويدي في ديوانها وجائزتها، وعن متحف المرأة في رؤيته وأهدافه لا ينبغي التوقف عند الزمن كونه توقيتاً، بل عن رمزية العلاقة بين فتاة العرب وبين متحف المرأة، في مبنى بيت البنات بمنطقة ديرة بدبي، وهي علاقة جدلية في الأساس، ذات أكثر من دلالة موحية؛ فوجود فتاة العرب كونها شاعرة مبدعة، في متحف المرأة، كونه مركزاً ثقافياً يعنى بذاكرة الحاضر والماضي:

سواء تمثل حضورها بالقاعة التي حملت اسمها، وخصصت للمرأة الإماراتية، تستثمرها كونها منصة لتقديم ابتكاراتها وإبداعاتها، أو بديوانها الضخم، الذي أصدرته مؤسسة المتحف، وضم أعمالها الشعرية الكاملة إلى جانب سيرتها الملهمة، أو اعتبار المتحف منصة فضلى لانطلاق جائزتها الأدبية القيمة، ومتابعة شؤونها ومفاعيلها على كامل الجغرافيا العربية.

مما تحمله هذه الرمزية المفتوحة هي أن اسم الشاعرة أضفى على المكان إشعاعاً خاصاً، مصدره أصالة المحمولات الثقافية للشاعرة، القادمة إلينا من عراقة الجذور، حاملة معها نبض الأعماق النضرة أبداً للأرض، وعبق الأسلاف، فتعزز بذلك كيان المكان، وهو هنا متحف المرأة، وتتطابق معه في وحدة حال، معززة بذلك غير عنصر في هويته الثقافية، الآخذة في التجلي يوماً بعد آخر، مسهمة بنصيب كبير في ترسيخه علامة مضيئة، وفارقة في ذاكرة الحاضر والمستقبل.

بالمقابل فإن متحف المرأة بادلها بالقدر ذاته، كونه طرفاً في هذه الرابطة الجدلية، أن يعلن نفسه، وبما يمثله من قيمة نوعية وازنة في دائرة الفعل الثقافي الحديث، أن يكون المستقر الأفضل لقامة مبدعة بحجم فتاة العرب، وما تنطوي عليه من قيمة ودلالة؛ فترعى لها جائزتها وأصداء فعلها الشعري المتدفق في مختلف السوح الثقافية، بالصوت والصورة.

بعلاقة كهذه، ميثاقية ملؤها الحب، أبحرا معاً في مركب واحد، في نهر رقراق من الذكرى المستدامة لن يتوقف جريانه نحو غاياته النبيلة، التي سيشهد المبدعون فعلها الثقافي عياناً في الراهن والمستقبل.

اقرأ أيضاً:

«فتاة العرب».. جائزتها وديوانها (1- 2 )

 
Email