«فتاة العرب».. جائزتها وديوانها (1- 2 )

ت + ت - الحجم الطبيعي

في ندوة الثقافة والعلوم بدبي حضرت أمسية خاصة بجائزة أدبية، حملت اسم قامة أدبية كبيرة، عرفتها، على مدى عقود، الأوساط الثقافية الأدبية في منطقة الجزيرة، والخليج العربية بـ«فتاة العرب»، هي الشاعرة الاستثنائية، المبدعة عوشة بنت خليفة السويدي (2018-1920).

موضوع الأمسية كان حول الدورة الثالثة للجائزة، ومسماها «دستور عوشة»، وهذا العنوان هو لإحدى قصائدها الجزلة، مأنوسة اللفظ، وموحية الدلالة، من أبياتها «ما خطر في البال لي شيٍّ جديد/ غير ذكرى ليت ماضيها يعود»، في مقاربة مضمّرة بين الحاضر والماضي، والقصيدة وردت في ديوان «فتاة العرب» 2017.

عمل ضخم وقيّم، لا يحتاج قارئه إلى كبير عناء كي يتخيل ضخامة الجهد، الذي بذلته فيه، جمعاً وتوثيقاً وتحقيقاً، الدكتورة رفيعة عبيد غباش، رئيسة مجلس أمناء الجائزة، ومؤسسة متحف المرأة 2012.

تفضي المقدمة بالضرورة إلى التوقف عند الجائزة، للإضاءة على انطلاقتها عام 2019، تزامناً مع احتفالات دولة الإمارات بيوم المرأة العالمي، لنطرح أسئلتنا عن الفكرة وصاحبها، وكيف تم العمل عليها؟

لا سيما بعدما أصبحت الجائزة اليوم حقيقة ملهمة وملموسة في الواقع، تحظى بحفاوة باذخة، ليس فقط من لدن المؤسس رجل الأعمال خلف أحمد الحبتور، والرعاة المهتمين بأهمية الفعل الثقافي وضرورته في مسيرة النهضة الحضارية المشهودة في دولة الإمارات، بل من لدن كل الأدباء في الساحة المحلية والخليجية، الذين انجذبوا إليها، تعزيزاً لما تحمله من رمزية قيّمة للشعر النبطي ودوره، من جهة.

ومن إجلال عميق للفعل الثقافي في شقه الأدبي والفني، يمثلون هم بعض فرسانه، من جهة أخرى، ما جعل من جائزة فتاة العرب، بعيد تدشين دورتها الأولى مباشرة، جائزة عبر وطنية ذائعة الصيت، تطبق مطالع صداها أفق الوطن العربي من شرقه إلى غربه.

في مقالنا التالي سنستأنف الحديث عن معنى العلاقة بين «متحف المرأة» بصفته مجموعة ذواكر تاريخية، وبين ديوان «فتاة العرب» بصفته أول إصداراته.

Email