فنزويلا.. التقدم ليس بالنفط وحده!

حالة الوضع الاقتصادي والسياسي والاجتماعي لدولة فنزويلا أفضل إثبات عملي وعلمي أن ثروة النفط – وحدها – لا تصنع دولة مستقرة، واقتصاداً منتعشاً، ومجتمع رفاهية.

لمن لا يعرف فنزويلا، هي – بالأرقام – صاحبة أكبر احتياطي نفطي في العالم.

تقع فنزويلا على الساحل الشمالي لأمريكا الجنوبية، ويبلغ عدد سكانها حوالي 34 مليون نسمة، وتتوسط دولاً لاتينية مهمة عدة.

وتوجد لدى فنزويلا ثروة طبيعية من غابات شاسعة ويد عاملة نشطة ومنظمة.

وأهم ما ابتلي نظام الحكم الرئاسي هو تبني نظامها النظام الاشتراكي، الذي يميل نحو سيطرة الدولة على الثروات ومؤسسات الاقتصاد.

هذا الموقف العقائدي المتشدد بالذات تجاه الغرب وتجاه المصالح الأمريكية الأوروبية في أمريكا اللاتينية جعل نظامها «الثوري» معادياً لهؤلاء، وصديقاً لكل من روسيا بوتين، والصين، وكوبا، وكوريا الشمالية.

وتعتبر إيران من أكبر حلفاء نظام الحكم في فنزويلا، ويقوم «الحرس الثوري» الإيراني و«حزب الله» اللبناني باتخاذ فنزويلا مركزاً لنشاطاته تجاه الولايات المتحدة، وأكبر قاعدة للاستثمارات المالية هناك، ويتردد أنها تتركز في النفط المهرب، والمخدرات المصنعة كيميائياً، وتقوم السفن التي ترفع العلم الفنزويلي بنقل السلاح المهرب إلى مناطق الصراع في العالم.

منذ أسابيع تزداد حدة الصراع السياسي الأمريكي مع فنزويلا، وتقوم البوارج الحربية البحرية بمحاصرة المياه الإقليمية لها ومصادرة كثير من سفن الشحن التابعة لها.

ويعاني الاقتصاد الفنزويلي من البطالة والتضخم في الوقت الذي تصعد فيه اقتصادات البرازيل والأرجنتين وكولومبيا.

هنا تتعمق فكرة أنه ليس بالنفط وحده – حتى لو كان أكبر احتياطي في العالم – تتقدم الدول وتعيش الأنظمة والشعوب.