وضع ترامب الداخلي

الخطاب المفاجئ الذي ألقاه الرئيس دونالد ترامب، مساء أول من أمس «الأربعاء»، يعكس الحالة السياسية لعهده، والحالة النفسية الدقيقة التي يشعر بها الآن.

كلمة ترامب أكدت مجموعة من الرسائل والمعاني يمكن تلخيصها على النحو التالي: أولاً: استمرار مقارنة ما يفعله دائماً وهو محاولة إثبات نجاح جهده كرئيس وكحزب أغلبية بالمقارنة مع «فشل» سلفه جو بايدن وحزبه الديمقراطي.

ثانياً: محاولة إثبات نجاحات اقتصادية كبرى في تحسين وضع الاقتصاد الأمريكي، بينما تدل الكثير من المؤشرات على عكس ذلك.

ثالثاً: تكرار نجاحاته في إنهاء صراعات دولية في الوقت الذي يدعي فيه منتقدوه أنه لم يقم بتسويات نهائية لأي من هذه الصراعات، مثل روسيا وأوكرانيا، حرب غزة، الوضع في سوريا، التوتر الهندي الباكستاني، الخلاف الرواندي النيجيري، كلها صراعات ممتدة ونازفة.

رابعاً: التأكيد على أنه – كما يقول – جمع استثمارات أجنبية بما يساوي 18 تريليون دولار، مع الملاحظة أن الناتج القومي الإجمالي يبلغ 31 تريليون دولار. وهذا لم ينعكس على قيمة الدولار الأمريكي في الأسواق العالمية.

وعد ترامب أيضاً بتقديم منح وهبات للجيش والشرطة ودعم الدواء والعلاج. كل ذلك يبدو أنه تسويق سياسي لوضع داخلي مأزوم ورشوة اجتماعية قبيل بدء معركة قريبة لانتخابات تجديد الكونغرس والنواب.