في ستينيات القرن العشرين انتشرت على نطاق واسع في ربوع الأقطار العربية وبين مشجعي كرة القدم تحديداً أغنية رياضية مصرية بعنوان «فيها جون» أو «فيها غول» من أداء المطربة مها صبري، وكلمات سمير محبوب، وألحان عبدالعظيم محمد.
ويقول مطلع الأغنية:
«فيها غول.. سجل خلي الجمهور يفرح.. فيها غول
إلعب إلعب، فيها غول.. لازم نكسب، فيها غول
سنتر يالا وخد لك مطرح.. أنا حدي لك اوعى تسرح
اوعى تحاور، فيها غول.. شوت ع الطاير، فيها غول
نبني بلدنا، فيها غول.. هو هدفنا، فيها غول»
أذيع هذا العمل للمرة الأولى عبر راديو الإسكندرية في سنة 1963 بعد فوز نادي الاتحاد السكندري بكأس مصر في ذلك الموسم، ثم صارت بعد ذلك لازمة لكل مباريات كرة القدم المصرية، تبث عبر الأثير قبيل نقل المباريات إذاعياً أو تلفزيونياً.
وفي توقيت متزامن تقريباً من عقد الستينيات ظهرت في المملكة العربية السعودية أغنية رياضية مشابهة بعنوان «جيب الغول»، من غناء اللبنانية هيام يونس، وكلمات طاهر زمخشري (بابا طاهر)، أما الألحان فقد شارك في صياغتها الزمخشري، والموسيقار عمر كدرس، والفنان جميل محمود، فكان العمل هو الأول من نوعه في تاريخ الغناء السعودي، وإن كانت المؤدية لبنانية.
كان الغرض من إصدار هاتين الأغنيتين وقتذاك هو تشجيع فرق كرة القدم المحلية، وبعث الحماس في صفوف جماهيرها المتعطشة للأهداف، لذا نجد أن التركيز في عنوانيهما وكلماتهما هو على «الغول» أو الهدف.
تقول كلمات الأغنية الكروية السعودية، التي تم تسجيلها في ستوديو شلهوب بمنطقة فرن الشباك في بيروت سنة 1965م، بمشاركة فرقة موسيقية، بقيادة المايسترو عبود عبدالعال:
«جيب الغول على الرايق.. جيب الغول خليك هداف
إنْ كنت «وينغ» أو«سنتر هاف».. يالا تقدم، إصحى تخاف
جوّه الملعب على الرايق جيب الغول.. شوت وإلعب بس بأصول»
وعن ذكرياتها حول هذه الأغنية الكروية قالت الفنانة هيام يونس للناقد السعودي المعروف علي فقندش، إن فريق التلحين الثلاثي كان حاضراً، ويشرف على تسجيل اللحن، بينما كان كاتب النص بابا طاهر سعيداً، ويراقب العمل من غرفة الكنترول ويرقص مبتهجاً، وإن نجمي الفكاهة السعوديين حسن دردير (مشقاص) ولطفي زيني (تحفة) كانا موجودين وقتذاك في لبنان، فحضرا إلى الاستوديو للتشجيع، واستطردت متحدثة عن نفسها فقالت:
«ومن ذكرياتي عن ليلة تسجيل هذه الأغنية أنني لم آخذ النص إلى البيت لأحفظه، لكن في نفس الليلة أنهينا كل شيء. حفظت العمل من أفواه ملحنيه وسجلناه «لايف»، ونحن نضحك ونغني، وكان بابا طاهر يعطي رأيه، ويستأنس برأي الآخرين، وما زلت أحتفظ بالأسطوانة الأولى، وعليها صورتي، وأنا في الملعب. أخذ بابا طاهر العمل إلى جدة لإذاعته، ولم يمضِ أسبوع إلا والأغنية تحقق نجاحات واسعة».
بعد خمسين عاماً على ميلاد «جيب الغول على الرايق»، وعلى ما قدمته لرياضة كرة القدم السعودية من دعم، ولمشجعيها من حماس، تقرر في عام 2011 أن تلتقي هيام يونس مع الملحن السعودي طلال باغر، والإعلامي بإذاعة جدة فريد مخلص، لإعادة إطلاق الأغنية بتوزيع جديد.
وتنفيذه بأدوات وآلات متطورة، على نفقة الأخيرين، داخل استوديو عادل الصالح بجدة، وذلك كان تكريماً لأركان الأغنية المتوفين، ودعماً لمكتبة إذاعة جدة، التي لا تحتفظ إلا بنسخة متهالكة من التسجيل القديم للأغنية.