خريطة طريق لريادة الإمارات في الصحة 2035 (9 - 15)

المريض أولاً... تمكين الإنسان شريكاً في رحلته الصحية

حلمٌ شخصي للإمارات... مبنيّ على حبٍ راسخ، وإيمانٍ صادق بأنها تستحق الريادة الصحية العالمية.

حين نتحدث عن مستقبل الصحة في الإمارات، فإن الحديث الحقيقي يبدأ من الإنسان... من المريض.

ولأن رؤية قيادتنا الرشيدة، بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، جعلت الإنسان محوراً لكل مشروع وغاية، فإن حلمي للإمارات، هو أن تصبح الدولة التي تُعيد تعريف تجربة المريض عالمياً، لا أن تقتدي بالنماذج التقليدية.

هذا المقال ليس تحليلاً مهنياً فقط...

إنه حلمي الشخصي لدولة أؤمن بأنها قادرة على أن تكون الدولة الأولى عالمياً في جعل المريض شريكاً في القرار الصحي، لا مجرد متلقٍ له.

1. المريض شريك... الأرقام تقول الحقيقة

تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن إشراك المريض يحقق:

40 % في الالتزام بالعلاج

20–30 % في إعادة دخول المستشفى

50 % في رضا المريض عن الخدمة

هذه ليست نظريات...

إنها أرقام تُثبت أن «المريض الشريك»، أفضل من «المريض المتلقي».

والإمارات — برؤيتها الرقمية والصحية — قادرة على أن تكون ضمن أفضل 10 دول في العالم في هذا المؤشر، خلال بضع سنوات.

2. الشفافية... أساس الثقة في أي نظام صحي ناجح

في أفضل الأنظمة الصحية عالمياً، تقوم الثقة على ثلاثة أركان:

وضوح الخطة العلاجية (متوسط عالمي 60 %)

اطلاع المريض على التكلفة المتوقعة (هدف عالمي 70 %)

ارتفاع مؤشر الثقة بالطبيب (يصل 80 % في كندا)

وفي الإمارات، تساعد البنية الرقمية المتقدمة، مثل:

ملفّي (3.5 مليارات سجل طبي / 12.7 مليون ملف مريض)

نابض (10.4 ملايين سجل صحي خلال 2025)

ريعياتي (1.9 مليار سجل موحد / 90 ألف مقدم رعاية)

على تعزيز الثقة بين المريض والطبيب، لأن المعلومة أصبحت دقيقة، فورية، ومُتكاملة.

3. التمكين الرقمي... حين يقود المريض صحته بنفسه

التحول الرقمي لم يعد رفاهية، بل أصبح جزءاً من حياة المريض اليومية:

4.55 ملايين مستخدم للتطبيقات الصحية في الإمارات

256,350 استشارة طبية عن بُعد في دبي خلال ثلاث سنوات

88 % من سكان أبوظبي مستعدون لاستخدام تطبيق «ملفّي» لإدارة صحتهم

وهذا يعني أننا نعيش تحولاً جوهرياً:

المريض لم يعد ينتظر... بل أصبح قائداً لصحته.

4. الذكاء الاصطناعي... من التنبؤ إلى الوقاية

تُعد الإمارات من أوائل الدول التي دمجت الذكاء الاصطناعي في الرعاية:

خوارزميات «ملفّي» تتنبأ بالمخاطر الصحية قبل وقوعها

أكثر من 160 ألف تقرير صيدلة جينومية مدمج في النظام الصحي

تدريب 3,750 مهنياً صحياً على الذكاء الاصطناعي في أبوظبي

أنظمة تشخيص بالذكاء الاصطناعي بدقة تصل إلى 99 % في بعض الفحوص

هذا لا يصنع رعاية صحية أفضل فقط، بل يجعل الإمارات أول دولة عربية تمتلك نظاماً صحياً استباقياً بالكامل.

5. صوت المريض... مؤشر عالمي يجب أن نتفوق فيه

الدول الرائدة تنشر تقارير دورية لقياس «تجربة المريض».

وفي الإمارات:

89 % رضا عاماً عن الخدمات الصحية (2024)

92 % رضا عن خدمات التطبيب عن بُعد في دبي

إنجاز 85 % من الاستشارات خلال يومين فقط

ومع وحدة السجلات الصحية، والتكامل الرقمي، والثقافة الخدمية القوية...

أرى أن الإمارات قادرة على تحقيق 100 % إنجازاً للشكاوى خلال 48 ساعة — وهو هدف ممكن وواقعي.

6. التجربة الإنسانية... الصحة ليست دواء فقط

الدراسات تقول:

30 % من المرضى يعانون القلق أثناء العلاج

تحسين البيئة يقلل التوتر بنسبة 25 %

الدعم النفسي يرفع الرضا لأكثر من 90 %

وحلمي للإمارات:

مستشفى «بلا خوف»... حيث يُعامل الناس كقيمة، قبل أن يُنظر لهم كحالات سريرية.

7. الوقاية أذكى من العلاج... والأرقام تؤكد

العالم كله يتجه للطب الوقائي، لأن:

كل درهم في الوقاية يوفّر 3 دراهم من العلاج

الكشف المبكر يخفض الوفيات حتى 60 %

الطب الدقيق يقلل الأخطاء الدوائية 40 %

ومع مشروع الجينوم الإماراتي — الذي تخطّى 800 ألف عيّنة — تدخل الدولة عصراً جديداً من الوقاية الشخصية المبنية على البيانات الجينية.

8. حلمي للإمارات... حلم يستند إلى واقع

ليس هذا المقال طموحاً مثالياً، بل سيناريو منطقي لدولة تمتلك:

قيادة تعتبر الصحة قضية وطنية

أكبر بنية رقمية صحية في المنطقة

أنظمة ذكاء اصطناعي في كل مفاصل العلاج

مشاريع جينوم هي من الأكبر عالمياً

قاعدة بيانات صحية موحدة، تُعد ثروة استراتيجية

كادراً طبياً وطنياً ينمو بسرعة غير مسبوقة

لذلك أؤمن — وبكل يقين — أن الإمارات لن تلحق بالدول المتقدمة فحسب...

بل ستكون واحدة من الدول التي سيُحتذى بها عالمياً في تمكين المريض خلال العقد القادم.

تمكين المريض ليس مشروع وزارة... إنه مشروع وطن.

وهو حلم لا يتحقق بالشعارات، بل بالرؤية، والبيانات، والإنسان، وبقيادة تجعل صحة الفرد أولوية وجود.

وحين نصل إلى 2035، ستقول الإمارات للعالم:

هنا... يُعامل المريض كإنسان أولاً، وكمحور الرعاية، وشريك في القرار.

وسيكون ذلك — بالنسبة لي — تجسيداً لأعمق حلم آمنت به لهذه الدولة العظيمة.

المقال القادم (10/١٥):

نهضة الصناعات الدوائية والتقنيات الحيوية... نحو اكتفاء صحي وطني.