فرصة لاكتشاف طبيعة الإمارات

سبق وأن تناولنا في هذه الزاوية الحكمة من قرار الإجازة المدرسية الطويلة في الشتاء، وأنها فرصة للاستمتاع خارج الغرف المغلقة، وبعيداً عن وسائل التكنولوجيا التي سرقت أوقات الأطفال، وحرمتهم كثيراً من التمتع بالبيئة، ومعرفة معالم دولتهم المتنوعة والغنية.

هنا يأتي دور أولياء الأمور في استثمار هذه الإجازة في استكشاف المعالم البيئية والتاريخية والحضارية لدولة الإمارات.

هذه المعالم المتنوعة الممتدة من أقصى الشمال من الفجيرة ورأس الخيمة إلى السلع في أبوظبي.

والتي تجمع بيئات متنوعة سواء البيئة البحرية التي ظهرت فيها المدن العملاقة الحديثة المبهرة، والبيئات الزراعية في محاضر ليوا، وواحات العين والبيئات البدوية في مختلف بقاع الدولة.

إنها فرصة حقيقية لأن تستثمر كمتعة وسياحة من جانب، وتعليم ومعرفة وبناء هوية وطنية من جانب آخر.

لا يقتصر الأمر على مجرد التخييم في مناطق صحراوية قريبة من البيوت، وإنما قد يستلزم السفر والانتقال للتعرف على هذا الثراء الجغرافي والتاريخي والحضاري، ففي كل منطقة هوية متميزة للبيئة والثقافة والإنسان الإماراتي.

من صير بني ياس، حيث المحمية الطبيعية الرائعة التي تجمع الطيور والحيوانات النادرة، إلى محاضر ليوا تلك اللوحة الفنية الجميلة المرسومة في قلب الصحراء التي تمزج بين الكثبان الرملية والواحات الزراعية، إلى مناطق الفجيرة الجبلية الرائعة، ومناطق الشارقة التي تم الاستثمار فيها وتحويلها إلى مناطق جذب سياحي إلى حتا ومختلف مناطق رأس الخيمة وأم القيوين وعجمان، حيث في كل منطقة هناك لها جمالها المبهر، من المهم أن يستكشف أبناؤنا جمالها ومسمياتها المحلية وما اشتهرت به سابقاً، يحفظونها في عقولهم، ويستثمرونها في دراستهم.

والجزء الأهم للأخذ في الاعتبار هو الحاجة إلى تعزيز الممارسات الصديقة للبيئة، خاصة ونحن نشاهد تدفق أعداد كبيرة من الناس خلال إجازة آخر الأسبوع إلى المناطق الصحراوية لممارسة الأنشطة الخارجية وفي الجبال وعلى السواحل، بما يستلزم ضرورة تعزيز الوعي لدى الجميع بمفهوم الاستدامة وأهمية الحفاظ على التنوع البيئي للمناطق الطبيعية واتباع مبادئ «السياحة المسؤولة»، مثل احترام المسارات المحددة، وعدم ترك مخلفات، والمحافظة على الموائل الطبيعية للكائنات الحية والنباتات المختلفة.

إن الاستدامة بكل جوانبها ليست خياراً، بل ركيزة أساسية لضمان نجاح موسم السياحة الشتوية نضمن من خلالها استمتاع الأفراد والاستثمار الحقيقي لإجازة أبنائنا الطلبة واستفادة القطاع السياحي لتقديم تجربة سياحية توازن بين المتعة الطبيعية وحماية البيئة.