انتشار صورة «فتاة النابالم» شكّل ضغطاً شعبياً ودولياً على إدارة الرئيس ريتشارد نيكسون، ما أدى إلى قرار الانسحاب عام 1973، بعد خسارة 58 ألف جندي أمريكي.
الصورة الثانية التي تم تداولها على نطاق واسع في العالم، هي صورة الأفغان الذين كانوا يتعاملون مع القوات الأمريكية وهم يركضون خلف آخر طائرة عسكرية أمريكية تنسحب من تلك البلاد، ويتعلقون بعجلاتها، هرباً مما كان ينتظرهم بعد الانسحاب الأمريكي عام 2021، في عهد الرئيس جو بايدن. وكان سلفه باراك أوباما أعلن نية الانسحاب في 2014.
بعض أولئك الذين تعلقوا بالطائرة الأمريكية، سمّهم ما شئت، عملاء أو متعاونون، حالفهم الحظ وصعدوا، بعضهم مات وبعضهم بقي في البلاد ليلقى مصيره، أو ينتظر المساعدة بالخروج إلى أمريكا. وبالفعل، أعدت لهم واشنطن طوق نجاة أشبه بالمكافأة، ورداً للجميل البشع بحق وطنهم، وذلك في إطار برنامج إعادة التوطين.
وقبل أيام قليلة، تعرض عنصران من الحرس الوطني، أحدهما جندية، لإطلاق نار قرب محطة مترو، على بعد بضعة شوارع من البيت الأبيض، مقر أعلى سلطة في الولايات المتحدة، ومقر رؤساء أمريكا. حتى الآن، التحقيقيات جارية، ويقال إن الجندية توفيت جراء إصابتها، والجندي في حالة حرجة. كما أصيب المهاجم، وهو في حالة حرجة أيضاً، بأحد مستشفيات واشنطن العاصمة.
ووفقاً لما تسرب من التحقيقات، فإن للمهاجم رحمان تاريخاً في الخدمة مع وحدة شبه عسكرية مدعومة من الـ «سي. آي.إيه» في أفغانستان، قبل قدومه إلى الولايات المتحدة. الحادث فجر تساؤلات مهمة لدى المحللين الأمريكيين.
أهم هذه التساؤلات، يتعلق بكلمة الرئيس ترامب، بأنه سيتخذ إجراءات مشددة على الهجرة، وبذلك يعود إلى الواجهة الجدل حول سياسته بشأن الهجرة والمهاجرين، خاصة بعد أن أصبح بالانتخاب المهاجر زهران ممداني عمدة لأهم مدينة أمريكية وعالمية، نعني نيويورك.