غزة مثلث اللا تسوية!

هل تعرفون ما هي أزمة الاستمرار في انسداد الحلول في تراجيديا غزة منذ السابع من أكتوبر حتى الآن؟

الأزمة باختصار أن كافة الأطراف غير واقعية، غير قابلة للتسويات، تريد كل شيء لنفسها وعدم حصول الطرف الآخر على أي شيء.

تعالوا نستعرض - ببساطة - أطراف هذا الصراع!.. إنه مثلث حماس وإسرائيل والولايات المتحدة، كل طرف فيهم يدّعي - كذباً - ما ليس فيه.

حماس التي ترفع شعار المقاومة، بدأت عملية عسكرية تجاه إسرائيل، ترفع بها هدف التحرير، وهي تدرك سلفاً أنها لن تحرّر شبراً، بل سوف تفتح على سكان غزة المدنيين العُزّل أبواب جهنم وحرب إبادة لا ترحم.

وإسرائيل ترفع شعار مظلومية من اعتدى على مدنييها بالقتل والتدمير والاختطاف، وتقول إنها تمارس «حقها الشرعي في الدفاع عن النفس».

هذا الحق كلّف أهل غزة 60 ألف ضحية، معظمهم من النساء والشيوخ والأطفال، وأدى إلى تدمير أكثر من 85% من عمران قطاع غزة، وأعاد هذا القطاع إلى العصر الحجري، وأدى إلى إطلاق يد تيار اليمين الديني المتوحّش لتنفيذ مخططه في التصفية العرقية للفلسطينيين من أجل مشروع «بقاء الدولة اليهودية».

أما الأمريكي الذي يدّعي الوساطة، فهو من موّل إسرائيل بمساعدات مالية وعسكرية تجاوزت الـ65 مليار دولار، وزوّدها بأنواع من الأسلحة الفتاكة شديدة التدمير، رغم أن حماس لا تملك سوى أسلحة بدائية.

الأمريكي لم يكن أبداً وسيطاً عادلاً ومنصفاً، بل كان في - معظم - الأحيان مؤيداً للمشروع الإسرائيلي التدميري التصفوي، بدليل قرار الفيتو الأخير في مجلس الأمن، الذي انفرد وحده به.

إنها أزمة أن كل أطراف المثلث غير قابلة للتسوية أو الحل.