ومن ضمن أعماله العديد من الأغاني الإيقاعية الجميلة التي يطلبها جمهوره منه كلما اعتلى مسرح الغناء، وأينما كانت حفلاته الحية. ومنها على سبيل المثال: «لا تناظرني بعين»، و«أيووووه» و«من فنونك والدلال»، و«أسمر عبر».
ولكل هذا، فإن فنان العرب عادة ما ينهي حفلاته بها، أضف إلى ذلك ارتباط «لنا الله» بحكاية رواها الناقد الصديق الأستاذ علي فقندش، في الجزء الأول من كتابه «الأغاني.. قصص وحكاوي».
وملخص الحكاية كما ورد على لسان الموسيقار طارق عبدالحكيم، أنه وشلته المكونة من حمود الخلف، والشاعر إبراهيم خفاجي، والمطرب الراحل عبدالله محمد، وعازف الإيقاع عثمان خضر، اعتادوا في الستينيات الذهاب بصورة شبه يومية إلى خارج الرياض، وتحديداً إلى مقهى يقع خلف جبل المخروق، للسمر.
وفي إحدى المرات أخرج الخفاجي من جيبه ورقة بها نص أغنية «لنا الله» ومررها لطارق، طالباً منه تلحينها. أعجب طارق بالنص وراح على الفور يدندن بالكلمات ويطرق بأطراف أصابعه على الطاولة حتى أمسك بخيوط اللحن، وكي لا تنفلت منه سارع هو وشلته إلى مغادرة المقهى باتجاه منزل عثمان خضر، الذي كان يحتوي على مختلف الآلات الموسيقية وأجهزة التسجيل، وهناك عزفوا اللحن وسجلوه وتناقشوا حول من سيغنيه.
يقول طارق إن الجميع أصر على أن تكون الأغنية من نصيب الفنان طلال مداح، وبالفعل سافر خفاجي في الأسبوع نفسه إلى جدة، حيث كان طلال يقيم بشارع الميناء بجوار مدينة الحجاج، ليعرض عليه النص واللحن ويطلب منه تجهيزهما للغناء في مسرح التلفزيون.
وحسن دردير، الشهيرين باسمي (تحفة ومشقاص) تدخلا، عارضين مبلغ عشرة آلاف ريال (كان وقتها مبلغاً كبيراً)، كي تسجل «لنا الله» بصوت طلال مداح، وأنه (أي طارق) أحالهما إلى الخفاجي ومحمد عبده على اعتبار أنهما صاحبا العمل. علق الناقد علي فقندش على ما سبق قائلاً: «بعد سنوات طويلة شاهدت طلال مداح في حوار تلفزيوني يقول إنه صاحب الأغنية.. والحكاية الحقيقية كما ذكرت، هو صاحبها وليس صاحبها في الوقت نفسه».
