ما يحدث في السودان هو حرب مدمرة للجميع، نتائجها حتى الآن تشكل أكبر فاتورة خسائر في تاريخ السودان الحديث.
الخسائر البشرية تتعدى نصف مليون نسمة ما بين قتيل وجريح، والخسائر الاقتصادية ما بين مباشرة وغير مباشرة تقدر ما بين 250 ملياراً إلى 300 مليار دولار.
السودان ليس دولة فقيرة في الإمكانات، فهو يحتوي على أرض زراعية خصبة مدعومة بمياه النيل العظيم، يمكن في حال زراعتها في ظروف طبيعية مستقرة، أن يكون مزرعة الغذاء الكبرى التي تطعم البلاد وتطعم العالم العربي.
ومن هنا كانت مبادرة كل من الإمارات والسعودية ومصر والولايات المتحدة للسلام والتسوية.
السودان دولة ذات موقع جغرافي مميز في القارة الأفريقية، وهي دولة عربية يبلغ تعداد سكانها 50 مليوناً، وهي تعتبر الدولة الأفريقية رقم 3 من ناحية المساحة في قارة أفريقيا، ويلتقي على أراضيها النيلان الأبيض والأزرق.
وتمتلك البلاد ثروات في مجالات النفط والغاز والذهب والصمغ العربي والماشية والمحاصيل الزراعية.
ويحتل السودان موقعاً استراتيجياً من الناحية البحرية على البحر الأحمر.
من هنا يأتي الاهتمام الإقليمي والدولي بمتابعة الملف السوداني، وتحاول دول أساسية في المنطقة والعالم التدخل لإيقاف نزيف الدم وإيقاف عمليات الإبادة العرقية، وإيقاف إطلاق النار، والتوصل لتسوية شاملة، وضمان وصول المساعدات الإنسانية، وتوفير الأمن والأمان والرعاية لملايين المدنيين العزل الأبرياء غير المتورطين في أي عنصر من عناصر الخلاف بين الجيش الرسمي وقوات الدعم السريع.
وما بين مثلث الجيش، و«الدعم»، والقوى المدنية، يعيش السودان مأساة صراع مدمر لن يخرج منه أي طرف بحصيلة ونتيجة المنتصر النهائي الذي سوف يبيد وينهي الأطراف الأخرى.
في النهاية، الذي يدفع فاتورة هذه الحرب، هو الشعب السوداني الطيب الصبور.