أهمية انتخابات العراق

عشت أياماً في بغداد لمتابعة الانتخابات البرلمانية العراقية.

هذه الانتخابات هي السادسة منذ سقوط نظام صدام حسين عام 2003.

البرلمانات الخمسة السابقة كلها تتصف بثلاث صفات رئيسية:

أولاً: انقسامات بين أحزاب الطوائف وبعضها البعض.

ثانياً: انقسام سياسي عمودي داخل كل مكون، ما يؤدي إلى تفتيت وإضعاف كل تيار.

ثالثاً: التأثير الكامل للمرجعيات الطائفية والقوى الخارجية.

قد تبدو الانتخابات البرلمانية العراقية - للوهلة الأولى - استحقاقات سياسية محلية، إلا أنها في حقيقة الأمر تعكس طبيعة الصراع الإقليمي والدولي على صناعة القرار في البلاد.

ويقال بين المطلعين على حقائق الأوضاع في بغداد إن هناك 3 مراكز مؤثرة على صناعة القرار وتشكيل الحكومة وتسمية رئيس الوزراء في العراق، وهي: «النجف» و«طهران» و«واشنطن».

وفي سياق تاريخ الحكومات السابقة كان هناك نوع من «التفاهم الضمني» و«تقاسم المصالح» بشكل فيه تراضٍ بين واشنطن وطهران.

الآن وبعد وصول دونالد ترامب إلى السلطة، وتعثر المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة ثم قيام واشنطن بتوجيه ضربة عسكرية موجهة لثلاثة من مراكز التخصيب النووي في إيران، فإن ذلك كله سوف ينعكس على «التراضي» السابق وعلى تقاسم المصالح في بغداد.

ولا يمكن التغافل عن دور طهران في دعم الصوت «الشيعي السياسي» الموالي لها في الانتخابات الأخيرة، وفي الوقت نفسه لا يمكن إنكار دور المبعوث الأمريكي الخاص الجديد الذي عينه ترامب لمتابعة الملف العراقي.

أكثر ما يهم ترامب في العراق هو 3 أمور:

1 - علاقة بغداد بطهران.

2 - استفادة واشنطن من عوائد بغداد الكبرى من النفط لمصلحة كبريات الشركات الأمريكية.

3 - دور العراق في علاقات إقليمية هادئة وسلمية مع سوريا وإسرائيل.