حج بيت الله الحرام هو الركن الخامس من أركان الإسلام، وهو واجب مرة واحدة في العمر على كل مسلم بالغ عاقل ما استطاع إليه سبيلاً، وها هم ضيوف الرحمن من حول العالم يواصلون التوافد إلى الحرم المكي لأداء مناسك الحج وسط أجواء روحانية وإيمانية، وقد امتلأت قلوبهم إيماناً وشوقاً للتقرب من الله عز وجل.
وكثيرة هي صور العبادات التي تتجلى في موسم الحج، حيث يتوجه المسلم إلى البيت العتيق ممتثلاً لأمر الله تعالى، ملبياً بتوحيده وبحمده وتنزيهه وإفراده بالعبادة، وعلى مدار أيام يعيش تجربة الائتلاف مع إخوانه المسلمين باختلاف أعراقهم وألوانهم وألسنتهم.
فيجتمع معهم تحت سماء واحدة، ويفترش أرضاً واحدة، ويعيش معهم حال الاتحاد في مسيرهم وسكونهم في أداء شعائر الحج بما يحقق اتحاداً ظاهرياً، الأصل أن ينعكس عليهم باتحاد القلوب والنفوس، وقد أشار رب العزة إلى ذلك في محكم التنزيل، بقوله تعالى:
(فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ) (سورة آل عمران).
وفي موسم الحج، تبذل المملكة العربية السعودية سنوياً جهوداً كبيرة لاستضافة الحجاج، وتطبيق المبادرات التي تسهم في الارتقاء بخدمات الحجاج وفق أفضل الممارسات التي تواكب متغيرات الحياة وتطورات العصر، وتعمل باستمرار على تطوير البيئة الصحية المناسبة للأحوال الجوية في المشاعر المقدسة، وقد بلغ مستوى الجاهزية للموسم هذا العام أكثر من 97 %.
فقد سعت المملكة هذا العام إلى زراعة 10 آلاف شجرة في المنطقة، ووضع المظلات في كل مكان، وزيادة البرادات ورذاذ الماء، تخفيفاً عن المسلمين، كما تم تجهيز المشاعر المقدسة بالمستشفيات والمنشآت الصحية المتطورة، وتأمين الإمدادات الدوائية لها باستخدام التقنيات الحديثة.
مسار:
الحج محطة مهمة لمراجعة النفس والإقبال على الله سبحانه وتعالى، ليرجع العبد كيوم ولدته أمه.