من كان يتصور أن العلاقة التاريخية التقليدية المستمرة بين تل أبيب وواشنطن، تتحول في عهد كل من نتنياهو وترامب، إلى علاقة صعبة ومعقدة ومتوترة.

رغم كل المصالح التي تربط الولايات المتحدة بإسرائيل من الاتجاهات والنواحي كافة، أصبحت هذه العلاقة عبئاً على إدارة ترامب.

الرئيس الأمريكي الحالي، يريد إحراز صفقات عاجلة في أماكن الصراع في العالم، ولا يهمه التوصل إلى تسويات نهائية تنزع فتيل الصراع بشكل نهائي، يرضي كل الأطراف، بدءاً من روسيا وأوكرانيا، إلى الهند وباكستان، وصولاً إلى الصراع العربي الإسرائيلي.

ما يريده ترامب هو حل سريع جزئي مؤقت، على مراحل، يبدو وكأنه «إنقاذ» من الأزمة، ويتم التعامل مع جذوره على مراحل زمنية، قد تتعدى زمن فترة رئاسته الثانية بسنوات!

إنها نظرية «الوصفة السحرية» السريعة، التي تؤدي إلى «تسكين» ألم الصراع، بما يؤدي إلى وقف مؤقت لإطلاق النار، ولكن لا يؤدي – حكماً – إلى إزالة أسباب الصراع بشكل نهائي.

بالمقابل، يدرك نتنياهو هذا الأمر، لذلك يماطل في أي تخفيف من أسباب الصراع، فيمنع المساعدات الإنسانية لأسابيع، ثم حينما يوافق على دخولها، يتحكم في حجمها ونوعيتها وأماكن توزيعها، ويجعل مسألة وصولها إلى المواطنين محفوفة بالقصف والرصاص والدماء.

ويسعى نتنياهو في جعل أمن المواطنين المدنيين العزل مستحيلاً، تحت وابل من مسلسل القتل اليومي، وفي الوقت ذاته، يدعم المستوطنين تحت حماية الشرطة والجيش، في ارتكاب جرائم قضم الأراضي، وهدم البيوت والمزارع، وقتل الماشية.

هنا وصلت المصلحة السياسية والشخصية لنتنياهو في مكان مناقض ومضاد تماماً لمصالح ترامب.

نتنياهو يريد إطالة القتل، حتى يرضي اليمين الديني المتطرف، الذي يضمن استمرار الائتلاف الحاكم، وترامب يريد إعلان إنجاز جزء من الصفقة في الشرق الأوسط، حتى يدعم تعهداته، ويدعم حزبه الجمهوري في الانتخابات التشريعية العام المقبل.

من هنا، أصبح نتنياهو عبئاً على مصالح ترامب!