وذلك طوال الفترة التالية لهجوم السابع من أكتوبر 2023، وبدء العدوان الدموي الإسرائيلي على قطاع غزة وحتى اليوم.
ويختلق الوقائع المزيفة، ويتبنى التحليلات غير المتصلة بالحقيقة. لم يكن القائمون على هذا الإعلام مستعدين أو قادرين على تقبل الحقائق الراسخة، التي رآها الجميع سواهم، لأن لا هدف لديهم مما يبثه إعلامهم المشوه، غير التحريض ضد نظام الحكم المصري، وهماً في إسقاطه، ليعود حكمهم البائد إلى ضفاف النيل، بعد أن أطاح به المصريون في ثورتهم العظيمة في 30 يونيو 2013.
فمثلاً، لم ينتبهوا، أو خشوا أن ينتبهوا، للمسافة بين أحاديث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن هذا التهجير وإقامة «ريفييرا غزة»، وبين أنه هو نفسه الذي وضع في خطته مكتوباً حظر هذا التهجير القسري، وأن من يخرج منهم طوعاً فله «حق العودة».
ووضع عليها نتانياهو نفسه توقيعه، وليتم اعتماد كل الخطة ببنودها العشرين في شرم الشيخ بمصر، وبضمانتها، ومعها الشقيقة قطر، والصديقة تركيا والولايات المتحدة.
ولم يلتفت قط – ولو مرة واحدة – إلى أن العلاقات بين مصر وقطر وتركيا، قد أضحت في مساحة غير مسبوقة من التعاون الثنائي والإقليمي والدولي، بما يضعهم جميعاً في خانة الاتهامات الباطلة الزائفة لإعلام «الإخوان»، في ما يخص غزة والقضية الفلسطينية.
ولكن، ولأن هدف هذا الإعلام الوحيد والهاجس المرضي المسيطر عليه، هو محاولة إسقاط الحكم في مصر، ولأن تفاصيل التعاون بين القائمين عليه وعلى الجماعة مع هاتين الدولتين، لا تزال حية في ذاكرتهم.
وعلى الأرجح موثقة لدى الدولتين، بالرغم من توقفه بصورة شبه تامة، فقد أضحى الكذب والاختلاق والافتراء على الموقف المصري، هو نهج الجماعة وإعلامها منذ بداية الحرب، وحتى اللحظة الراهنة.
وفي هذا السياق، طمس الهوى والغرض على عيني هذا الإعلام وعقله، حقيقة أن الاتفاق الذي قدمه الرئيس ترامب، وتم توقيعه في شرم الشيخ، كان بضمانات علنية موقعة من مصر مع قطر وتركيا.
نسي هذا الإعلام أن اتهام مصر بالتفريط أو «الخيانة»، كان يستوجب منه مد هذه الاتهامات لكل الصف الفلسطيني، وخصوصاً «حماس»، وفصائل المقاومة في غزة.
والتي لم يمر يوم واحد طوال العامين المنصرمين، من دون وجود بعض من قياداتها في القاهرة، للتنسيق مع الحكم المصري، من أجل حماية شعب فلسطين وقضيته العادلة.
والواقع الحقيقي الذي يراه الجميع سواهم، وأنهم أضحوا اليوم أقرب لمجموعة باطنية مغلقة على نفسها وعلى أوهامها، ولا تستمد ما يحفظ لها بقاءها سوى من ترويج الأكاذيب، واختلاق الوقائع، وتشويه كل ما هو حقيقي، لتستطيع الحفاظ على ما تبقى من كيانها الذي تمزق إلى ثلاثة أشلاء مشوهة، تتوزع حول العالم.