ففي فيلم عبدالوهاب الأول «الوردة البيضاء» سنة 1932، وقفت أمامه الممثلة «سميرة الخلوصي»، وفي فيلمه الثاني «دموع الحب» سنة 1935، كانت البطلة هي المطربة نجاة علي، وفي الفيلم الثالث «يحيا الحب» سنة 1938، اختيرت ليلى مراد لتكون بطلة للفيلم.
وفي الفيلم الرابع «يوم سعيد» سنة 1940، كانت بطلة العمل هي الممثلة سميحة سميح، وفي الفيلم الخامس «ممنوع الحب» سنة 1942، وقف عبدالوهاب أمام المطربة رجاء عبده، وفي الفيلم السادس «رصاصة في القلب»، وقف أمام راقية إبراهيم، وفي فيلمه الأخير «لست ملاكاً» سنة 1946، مثل عبد الوهاب أمام النجمة ليلى فوزي.
أيهما أجدى على الفن، أن نقدم في أفلامنا وجوهاً جديدة نغذي بها السينما بدم جديد، أم أن نستخدم الوجوه القديمة المتمرنة المعروفة للجمهور؟». ويضيف: «ثم فكرنا في مسألة أخرى، هل تكون البطلة ممثلة فقط، كبطلة فيلم الوردة البيضاء، أم تكون مطربة؟».
هنا برز رأيان، أحدهما هو أن البطلة المغنية ستجذب اهتمام المتفرج على حساب البطل المطرب، الذي يجب أن يركز عليه المشاهد، والرأي الثاني هو أن البطلة المغنية تتيح فرصة إدخال الديالوج الغنائي إلى السينما. وفي النهاية، تمّ اعتماد الرأي الثاني، وكان القرار باختيار المطربة نجاة علي لتكون بطلة لفيلم «دموع الحب».
وكانت نجاة علي، المولودة في فارسكود بمحافظ الدقهلية سنة 1913، والمتوفاة في القاهرة في عام 1993، قد خطت في تلك الفترة خطواتها الأولى في عالم الغناء، وغنت في حفل على مسرح الأزبكية في عام 1929.
واشتركت في حفل افتتاح الإذاعة المصرية سنة 1934، مع أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب، ما جعلها معروفة، علماً بأن الذي اكتشفها وأحضرها من الأرياف، بعد وفاة والدها، هو الشاعر الغنائي حسين حلمي المانسترلي، الذي قدمها للموسيقار داوود حسني، كي تتعلم الغناء على يده.
وهناك راح المخرج كريم يفرض قيوداً مشددة على نجاة علي، كي تحافظ على وزنها، ومنها أن تقتصر وجباتها على اللحم المشوي والسلطة وخبز «التوست» والقهوة المُرة. يقول عبدالوهاب: «بينما كنت في فراشي بالفندق في صبيحة أحد الأيام، سمعت ضجة وصياحاً، ثم رأيت كريم يجر نجاة من يدها، وهو يصيح معلناً أنه ضبطها متلبسة بالتهام قطعة من (الجاتوه)».
