معبراً بذلك عن أصدق معاني التعاطف الإنساني مع هذه الشريحة الإنسانية: المرضى وطلبة العلم التي تحتاج إلى دعم دائم لا يتفطن له إلا أصحاب القلوب الكبيرة الممتلئة بحب الخير ونفع الإنسانية في شتى مجالات الحياة.
تعبيراً عن حرص سموه على دعم جميع التوجّهات التي تلبي نداءه لنشر ثقافة الخير ومد يد العون لكل محتاج، وهي الثقافة التي يحرص صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، على ترسيخها في الروح الوطنية، ويرى فيها مصدر خير للوطن الذي أغدق الله عليه النعم، فوجد أن من شكر هذه النعم أن تكون في سبيل الخير ومساعدة الإنسان.
ذلكم القائد الإنسان الذي تربى في ظل العز والعطاء، وقدم خلال مسيرته الميمونة في الحكم من المبادرات الإنسانية ما يشهد له برسوخ خلق العطاء في شخصيته النبيلة، فهو القائد الذي يرى في المال وسيلة للسعادة المجتمعية وليس وسيلة يتسلط بها الحاكم على رقاب العباد، وها هو في هذا الوقف الخيري المبارك يأمر برصد هذا المبلغ الضخم من أجل مساعدة الإنسان في أنبل حاجاته: العلم والصحة، وكم تفتخر الحضارات بما أنجزت في هذا المضمار.
فقد كانت بلاد الشام في عهد الملك العادل نور الدين محمود زنكي رحمه الله منارة في العطاء والاهتمام بالعلم والصحة من خلال فتح المدارس وتوفير كل ما يلزم لطلاب العلم، وكذا كان الحال بشأن الصحة العامة حين تم إنشاء البيمارستان «المستشفى» النوري الذي لم تعرف له الدنيا مثيلاً، وكان من أنبل ما يبقى من آثار الحاكم الصالح.
وكذلك كان الحالُ في بلاد الأندلس في ذروة ازدهارها حتى تعلمت أوروبا كثيراً من القيم الحضارية من غصن الأندلس الرطيب، وها هو صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم يحيي تلك المآثر الحضارية الرفيعة بهذه المشاريع التي نسأل الله تعالى أن تكون في ميزان حسناته.
وهذه الكلمات من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم تكشف عن المحتوى العملي لهذا الوقف الخيري العظيم، وحين نقرأ هذه المعلومات يشعر القلب بالبهجة وينطلق اللسان بالشكر على هذه النعمة السابغة التي تجعل هذه الدولة في مقدّمة الدول في البذل والعطاء.
والذي يجسد ثقافة الخير في بلد الخير والعطاء، ليختم سموه هذه التغريدة الرائعة بالثناء على الله ورفع واجب الحمدلله سبحانه على ما أسبغ من هذه النعم التي ستزيد بالوقوف في مقام الشكر، ويحفظ بها الوطن من طارقات النوائب والأيام.