محمد بن راشد منارة العطاء والإنسانية

في إطار سعيه الدؤوب نحو نشر ثقافة الخير وترسيخ قيم العطاء، وتعبيراً عن الحس الإنساني الصادق تجاه حاجات البشر للمساعدة المادية والمعنوية، ومواصلة للدور الريادي الذي تنهض به مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عن إطلاق مبادرة فريدة من نوعها على المستويين المعنوي والمادي هي إنشاء وقف خيري دائم تصل تكلفته إلى 4.7 مليارات درهم وتذهب عوائده لدعم مشاريع الصحة والتعليم حول العالم.

معبراً بذلك عن أصدق معاني التعاطف الإنساني مع هذه الشريحة الإنسانية: المرضى وطلبة العلم التي تحتاج إلى دعم دائم لا يتفطن له إلا أصحاب القلوب الكبيرة الممتلئة بحب الخير ونفع الإنسانية في شتى مجالات الحياة.

وتنويهاً بهذا الحدث الخيري الكبير، نشر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، تغريدة رائعة المحتوى على حسابه في موقع «إكس» أشاد فيها بالفكرة وبالمحتوى الإنساني لها فضلاً عن الإشادة بالجهات الداعمة لها.

تعبيراً عن حرص سموه على دعم جميع التوجّهات التي تلبي نداءه لنشر ثقافة الخير ومد يد العون لكل محتاج، وهي الثقافة التي يحرص صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، على ترسيخها في الروح الوطنية، ويرى فيها مصدر خير للوطن الذي أغدق الله عليه النعم، فوجد أن من شكر هذه النعم أن تكون في سبيل الخير ومساعدة الإنسان.

«أطلقنا بحمدالله ضمن مبادرات محمد بن راشد الإنسانيّة العالمية مشروعاً وقفياً بتكلفة 4.7 مليار درهم، وقفاً خيرياً إنسانياً دائماً بإذن الله تذهب عوائده لدعم مشاريع الصحة والتعليم حول العالم»، وملحوظ محتوى السعادة وملامح البهجة بهذا الإعلان في كلام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.

ذلكم القائد الإنسان الذي تربى في ظل العز والعطاء، وقدم خلال مسيرته الميمونة في الحكم من المبادرات الإنسانية ما يشهد له برسوخ خلق العطاء في شخصيته النبيلة، فهو القائد الذي يرى في المال وسيلة للسعادة المجتمعية وليس وسيلة يتسلط بها الحاكم على رقاب العباد، وها هو في هذا الوقف الخيري المبارك يأمر برصد هذا المبلغ الضخم من أجل مساعدة الإنسان في أنبل حاجاته: العلم والصحة، وكم تفتخر الحضارات بما أنجزت في هذا المضمار.

فقد كانت بلاد الشام في عهد الملك العادل نور الدين محمود زنكي رحمه الله منارة في العطاء والاهتمام بالعلم والصحة من خلال فتح المدارس وتوفير كل ما يلزم لطلاب العلم، وكذا كان الحال بشأن الصحة العامة حين تم إنشاء البيمارستان «المستشفى» النوري الذي لم تعرف له الدنيا مثيلاً، وكان من أنبل ما يبقى من آثار الحاكم الصالح.

وكذلك كان الحالُ في بلاد الأندلس في ذروة ازدهارها حتى تعلمت أوروبا كثيراً من القيم الحضارية من غصن الأندلس الرطيب، وها هو صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم يحيي تلك المآثر الحضارية الرفيعة بهذه المشاريع التي نسأل الله تعالى أن تكون في ميزان حسناته.

«سيضم الوقف الخيري مستشفى يستوعب 90 ألف مراجع سنوياً، وجامعة طبّية، ومدارس تضم أكثر من 5000 طالب، ومباني سكنية تضم 2000 وحدة سكنية، وبوليفارد ومحال تجارية وقفية وغيرها».

وهذه الكلمات من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم تكشف عن المحتوى العملي لهذا الوقف الخيري العظيم، وحين نقرأ هذه المعلومات يشعر القلب بالبهجة وينطلق اللسان بالشكر على هذه النعمة السابغة التي تجعل هذه الدولة في مقدّمة الدول في البذل والعطاء.

«شكرنا لجميع الواقفين والداعمين والمساهمين وعلى رأسهم شركة عزيزي للتطوير وغيرهم، وتقديرنا لجميع من يسعى في الخير، ويعمل على استدامة الخير في دولة الخير والعطاء»، وعلى المعهود من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، يتقدم بالشكر الدال على اعتزازه بأصالة هذه الشخصيات والمؤسسات التي دعمت هذا المشروع الخيري الكبير.

والذي يجسد ثقافة الخير في بلد الخير والعطاء، ليختم سموه هذه التغريدة الرائعة بالثناء على الله ورفع واجب الحمدلله سبحانه على ما أسبغ من هذه النعم التي ستزيد بالوقوف في مقام الشكر، ويحفظ بها الوطن من طارقات النوائب والأيام.