الإمارات... نموذج التعليم الذكي

شهدت فعاليات معرض جيتكس 2025، حضوراً فاعلاً لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، لم يقتصر على عرض أحدث الابتكارات فحسب، بل كان هناك نقاش وحوار وتعبير حر عن الآراء حول الذكاء الاصطناعي، والذي وصلت آلية استخداماته في مجال التعليم بصورة خاصة.

فقد أجرت إحدى الصحف استطلاعاً للرأي حول استخدام الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية، وخلص الاستطلاع إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح شريكاً فاعلاً داخل المدارس.

وأن ما تقدمه وزارة التربية والتعليم في الدولة، يوفر أدوات تعليمية مبتكرة، تتيح للمعلمين تخصيص الدروس وفق احتياجات كل طالب، وتحليل الأداء بدقة، وتعزيز مهارات التفكير النقدي والإبداعي، كل هذا يسهم في تحويل الفصول التقليدية إلى بيئات تعليمية تفاعلية، تجمع بين التكنولوجيا والقيم التربوية، وتؤسس لنموذج تعليم ذكي ومستدام، يتوافق مع متطلبات المستقبل.

لقد أجمعت آراء الطلاب والمدرسين وأولياء الأمور على أن دولة الإمارات العربية المتحدة نجحت في بناء نموذج متميز في توظيف الذكاء الاصطناعي في التعليم، يجمع بين استخدام أفضل ما تستطيع أن تقدمه الآلة، وبين أفضل ابتكارات العقل البشري، ما يوفر بيئة تعليمية جذابة، يحضر فيها الذكاء البشري إلى جانب الذكاء الاصطناعي.

كذلك حرصت وزارة التربية والتعليم في الدولة على أن ترسخ القيم الإنسانية بجانب تعليم الذكاء الاصطناعي، من خلال الدور الذي يقوم به المعلم في الفصل الدراسي، إلى جانب توظيف التطبيقات والمواقع التي تسهم في تيسير العملية التعليمية، وجعلها جذابة للطلاب، لمساعدتهم على استيعاب الموضوعات التي قد تكون في بعض الأحيان صعبة، مثل العلوم والرياضيات واللغات.

إن توظيف الذكاء الاصطناعي في هذه الموضوعات بالذات، يجعل من تعلمها فرصة ممتعة للطالب، لقد أثبتت الدراسات واستطلاعات الرأي، التي أجريت على الطلاب وأولياء الأمور والمدرسين، أنهم جميعاً يتفقون على أهمية توظيف الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية.

وفي نفس الوقت، يحرصون على المحافظة على ترسيخ القيم الإنسانية، والتأكيد على الدور التربوي للمدرس، باعتباره القدوة الذي يغرس القيم في نفوس وعقول الطلاب.

إن ما تقدمه الإمارات العربية المتحدة من نموذج في توظيف الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية، يفتح الباب أمام العديد من الدول، خصوصاً في العالم العربي والإسلامي، على الاستفادة من هذا النموذج، الذي يحقق التوازن بين استخدام الآلة من جانب، والحضور البشري من جانب آخر، ويجمع بين أفضل ما تنتجه تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وبين القيم الأخلاقية والإنسانية والدينية، التي تعتبر أهم الأسس للمحافظة على مجتمعاتنا.