فنان مصري تزوج ابنة أخت رئيس تركي

شاهده ملايين العرب في أكثر من 60 فيلماً من أفلام السينما المصرية القديمة، وحفظوا ملامحه وأدواره، التي لم تتجاوز تقمّص شخصية البواب والسفرجي والخادم، بعد ما حصره المخرجون في تلك الأدوار دون غيرها، رغم قدرته على أداء مختلف الأدوار، ومع ذلك لم يعرف الكثيرون اسمه لأنه كان بالبنط الصغير ضمن أسماء ممثلي الأدوار المساعدة والهامشية.

ذلك هو ابن النوبة الفنان الأسمر محمد كامل، الذي ولد في 18 سبتمبر 1916، وتوفي في 23 يوليو 1983، بعد أن ترك بصمة خالدة في المسرح والسينما المصريين بخفة دمه وروحه المرحة ولهجته النوبية المحببة، إضافة إلى بصماته في عالم المونولوج الناقد للأوضاع السياسية، والذي دخل بسببه المعتقل لمدة أسبوع سنة 1933، وذلك حينما تحدى حكومة إسماعيل صدقي باشا، وغمزها بمونولوج ساخر.

مارس كامل في بداية مشواره الفني فن المونولوج، الذي استهواه وهو طالب في مدرسته ببلاد النوبة، ثم عمل في مسرح الريحاني ورمسيس، قبل أن ينتقل إلى السينما، وكان لديه محل صغير يصلح فيه النظارات الطبية كونه مصدراً إضافياً للدخل في أوقات عدم الحاجة إليه في أعمال فنية.

ظهر في 62 فيلماً ابتداء من فيلمه الأول وهو «سلامة في خير» للمخرج نيازي مصطفى في عام 1937 أمام نجيب الريحاني، وانتهاء بفيلم «الأصدقاء الثلاثة» التلفزيوني القصير، من إخراج عبدالقادر التلمساني سنة 1962 أمام ملك الجمل، وعبدالرحمن أبوزهرة، أما آخر أعماله المسرحية فقد كان مسرحية «مسحوق الذكاء» في عام 1967 من إخراج كرم مطاوع، وتمثيل عادل هاشم ومحيي الدين عبدالمحسن ورشدي المهدي وصلاح السعدني ومحسنة توفيق وعبدالرحمن أبوزهرة وعباس فارس.

من أشهر أعماله أفلام: «آمال» و«بيومي أفندي» و«الزوجة السابعة» و«فاطمة» و«غرام وانتقام»، و«بنت الأكابر» و«دهب» و«ياسمين» و«طلاق سعاد هانم»، و«عرائس في المزاد»، و«ابن ذوات»، و«شارع البهلوان» و«المعلم بلبل»، و«بنت العمدة»، إضافة إلى العديد من أفلام أنور وجدي وأفلام إسماعيل يس.

تزوج كامل في مصر من الفنانة المصرية من أصل تركي قدرية محمد شريف الشهيرة باسم قدرية كامل (1929 ــ 1996)، وكانت الأخيرة قد هربت من تركيا إلى مصر بعد اعتقال خالها محمود جلال بايار، وحصلت على الجنسية المصرية، واشتغلت بالفن، وظهرت في العديد من الأفلام والمسلسلات والمسرحيات في أدوار مساندة أو ثانوية، عدا فيلم يتيم قامت فيه بدور البطولة المطلقة هو فيلم «في صحتك» للمخرج عباس كامل سنة 1955، وحينما تغيرت الأحوال في تركيا وصار خالها ثاني رئيس للجمهورية التركية بعد الرئيس المؤسس مصطفى كمال أتاتورك (في الفترة من عام 1950 إلى 1960)، رفضت قدرية العودة إلى بلدها الأم، وبقيت إلى جانب زوجها محمد كامل سعيدة بشهرته ونجوميته وحب الجمهور لأدواره وشخصه، وما يجدر بنا ذكره في هذا السياق هو أن كامل - بسبب مصاهرته للرئيس التركي - تم ضمه إلى وفد رئاسي تركي لأداء فريضة الحج.

في السنوات الأخيرة من حياته عانى كامل من خصومة حدثت بينه وبين زوجته قدرية، وحاول مصالحتها بشتى السبل، لكنه ودع الدنيا في مستشفى المعادي العسكري قبل أن تتم المصالحة، تاركاً خلفه ثلاث بنات أنجبهن من قدرية.
وبناء على ما ذكرناه يوصف صاحبنا في الأدبيات الفنية المصرية بـ«أشهر خادم في السينما المصرية» و«أشهر نوبي في تاريخ السينما»، كما يوصف بـ«الفنان الذي تصاهر مع رئيس تركيا».