وقتها أدلت بمعلومات مفصلة عن نفسها، فقالت إن اسمها الحقيقي هو طيرة موسى شطاح، وطولها 160 سم ووزنها 55 كلغم، ولون شعرها كستنائي، وهوايتها أشغال التريكوه والإبرة، وحكمتها المفضلة «عامل الناس بما تحب أن يعاملوك به»، وأمنيتها أن تعيش معززة مكرمة إلى آخر يوم في حياتها.
وفي مصر تقلبت في مهن مختلفة، منها عاملة في مشغل للأعمال اليدوية، وبائعة في محل للأقمشة، ومساعدة لخياطة أرمينية يهودية تدعى «مدام إلينا»، وقد أتاح لها عملها الأخير فرصة التعرف على زوجة أحد أعضاء فرقة الجوق المصري، فكان ذلك بوابتها للاشتغال بالفن، الذي دخلته وعمرها 53 سنة.
وهكذا شاركت شطاح جورج أبيض في 3 روايات، أشهرها «لويس الحادي عشر»، محققة نجاحاً مشهوداً، ما دفع «عبدالرزاق عنايت»، ممول فرقة الشيخ سلامة حجازي، لطلبها للعمل معه، فوافقت من بعد تردد لتشتهر أكثر فأكثر، خصوصاً بعد ظهورها في مسرحيتي «شهداء الغرام»، و«صلاح الدين الأيوبي».
ولشدة اهتمام سلامة حجازي بموهبتها خرجت شائعات تقول إن بينهما علاقة عاطفية.
وحينما لم تنجح في نفي تلك الشائعات قررت ترك العمل مع حجازي والانتقال سنة 1917 إلى فرقة عبدالرحمن رشدي.
ومن شواهد ذلك أنها حجزت على شباك تذاكر فرقة نجيب الريحاني بعدما أفلست الفرقة دون أن تسدد لها مستحقاتها.
ولأنها دخلت السينما في سن متأخرة، فإن المخرجين حصروها في أدوار الأم، والعجوز الشمطاء، والهانم الأرستقراطية، والدادة، والجارة، والعمة والجدة، والخادمة.
ولعل من أبرز أدوارها دور زوجة السيد أبوالوفا (عبدالوارث عسر) في فيلم «سلامة» أمام أم كلثوم.
وفي الفترة من عام 1949 حتى تاريخ وفاتها في يناير 1971 شاركت في 21 فيلماً من إخراج كبار المخرجين، من أمثال إبراهيم عمارة وبركات ونيازي مصطفى وفطين عبدالوهاب وحسن الإمام وحلمي رفلة.
وأخيراً، فإن شطاح من الفنانات المصريات اليهوديات اللواتي لم ينشغلن بالتقلبات السياسية في الحياة المصرية، بدليل رفضها الهجرة إلى إسرائيل أو أي مكان آخر، حيث أصرت على العيش في مسكنها بالقاهرة متحملة الفاقة الناجمة عن قلة الطلب الفني عليها إلى درجة أنها كانت تبيع أثاث سكنها قطعة قطعة حتى لم يتبق لها سوى كنبة كانت تتخذها سريراً في الليل، ومقعداً في النهار.
