يوم 6 أكتوبر 1981، هو ذكرى اغتيال الرئيس المصري الراحل أنور السادات، يوم الاحتفال العسكري بحرب أكتوبر 1973.
ومهما كان الخلاف أو الاختلاف حول شخص الرئيس أنور السادات – رحمه الله – فإن هناك 3 أمور لا يستطيع كائناً من كان أن يسحبها من هذا الرجل:
1- هو من بدأ إعادة التجربة الحزبية المتعددة إلى الحياة السياسية، بعد سنوات من سيطرة الحزب الواحد والوحيد.
2- هو الذي أصدر قرار حرب أكتوبر 1973، التي حطمت خطوط خط بارليف الحصينة، وحرك ملف الاحتلال الإسرائيلي من احتلال سيناء، إلى تحريرها بالقتال، ثم بالتفاوض.
3- هو الذي حطم الحاجز السيكلولوجي في الصراع العربي – الإسرائيلي، وأقام نواة أو مبادرة سلام مع اسرائيل ووضع إطاراً للتفاوض حول حق الفلسطينيين في تقرير المصير لإقامة دولتهم المستقلة، كما جاء في الاتفاقات.
ومن دروس علم التاريخ الأساسية، هي أنه يتعين على كل من يقوم بتقييم حدث تاريخي، أن يلزم تقييمه بالعناصر التي كانت تحيط به محلياً وإقليمياً ودولياً وقتها.
حينما يقيّم شخص مثل الزعيم أنور السادات، يجب أن نسترجع بأمانة الظروف الموضوعية التي كانت في زمنه محلياً وعربياً ودولياً.
هناك فارق جوهري بين تقييم ما «هو كائن» وقتها، وبين منطق «ما كان ينبغي أن يكون».
من أسهل الأمور أن نجلس على مقهى التاريخ، وأن نتناول فنجان قهوة مضبوطاً، وندخن النرجيلة ذات مذاق الفاكهة، ونصدر أحكاماً على أحداث خلت وشخصيات رحلت، ونقول كان ينبغي كذا وكذا.
تغيير التاريخ في الحرب والسلام، مسألة شديدة الدقة والصعوبة والكلفة، لذلك يجب أن نتعامل معها بأمانة شديدة.