أصحاب المعارك الشعبوية على وسائل التواصل الاجتماعي يجب أن يتعقلوا قليلاً وهم يصدرون أحكامهم القاسية على الأحداث والمواقف، والقرارات والمؤتمرات والدول.
آخر هذه الأحكام القاسية هي ذلك الحديث عن عدم جدوى القمم العربية التي تنعقد تحت مظلة جامعة الدول العربية.
الجامعة العربية، مثلها مثل كل المنظمات الإقليمية الدولية مثل الاتحاد الأوروبي، والاتحاد الأفريقي، ومجموعة الآسيان، ومنظمة شنغهاي، وحلف الأطلنطي وغيرها كلها تعمل تحت 3 عناصر رئيسية حاكمة:
أولاً: أنها تعبر عن مجموع مصالح وإرادات الدول الأعضاء.
ثانياً: أنها تعبر عن موازين القوى والأحداث الكلية الضاغطة.
ثالثاً: أنها تختار وتعتمد أسلوب الحوار والدبلوماسية والتفاوض بالدرجة الأولى في تعاملاتها وفي ممارسة أدوارها في القضايا التي تتصدى لها.
ولقد عاصرت الجامعة العربية منذ المؤتمر التأسيسي الأول الذي انعقد في «أنشاص» بالعاصمة المصرية بدعوة من الملك فاروق ملك مصر والسودان – حينئذ – حتى القمة العادية رقم 34 التي انعقدت مؤخراً في بغداد، وهي تحاول اتباع كل الوسائل المتبعة في أدوار أي منظمة إقليمية.
والذين يطالبون العالم العربي بالمغامرة بثرواته الطبيعية، أو أرصدته واستثماراته في الغرب الأوروبي والأمريكي بهدف تغيير سياسات العالم لا يعرفون عما يتحدثون، ولا يعرفون أنه كما كانت 7 أكتوبر في غزة أكبر حماقة سياسية في حق الشعب الفلسطيني والمنطقة، فإن مقاطعة العالم هي لعب بالنار، وتعتبر حماقة الحماقات وأبعد شيء عن الحكمة السياسية.