ممثل مرعب قليل الحظ

في أربعينيات وخمسينيات وستينيات القرن الماضي قدمت السينما المصرية عدداً من الأفلام التي اعتمدت على إثارة الرعب والخوف والفضول، من بينها أفلام مثل: «موعد مع إبليس» لكامل التلمساني في 1955، و«القصر الملعون» لحسن رضا في 1962، و«سيف الجلاد» ليوسف وهبي في 1944، و«إسماعيل يس في بيت الأشباح» لفطين عبدالوهاب في 1951، علاوة على فيلم «أنا الماضي» لعز الدين ذو الفقار في 1951 من بطولة فاتن حمامة وعماد حمدي وزكي رستم، والذي يقوم فيه الممثل ذو الملامح الإجرامية «حسين عيسى» بتخويف فاتن حمامة كل ليلة بناء على أوامر مخدومه الباشا زكي رستم.

وفي الفترة نفسها ظهر ممثل آخر تميز بقسماته الحادة وملامحه القاسية وبحة صوته الخشنة، فاتفق المخرجون على الاستفادة منه في تجسيد أدوار الرعب والشر والإجرام وعصابات المخدرات والسرقة وخطف الأطفال، فنجح في كافة أدواره، لكنه كان قليل الحظ، إذ لم يشتهر كما اشتهر غيره، ولم يكتب عنه كثيراً، ولم يُعرف عنه سوى أنه من مواليد بني سويف بصعيد مصر في سنة 1905، ومن وفيات مارس 1967.

فوق غرابة شكله حمل اسماً غريباً هو «شلاضيمو»، الذي اعتقدنا طويلاً أنه مجرد اسم فني، قبل أن نكتشف أنه اسمه الحقيقي، وأن سببه عادة درجت عليها الأسر المصرية قديماً بإطلاق أسماء غريبة غير شائعة على أطفالها من باب دفع الحسد.

اكتشفه الراحل أنور وجدي وقدمه لأول مرة في فيلم «قلبي دليلي» من إنتاجه وإخراجه في 1947، حيث لعب شلاضيمو دور فرد من أفراد عصابة إجرامية يديرها الحنش (إستيفان روستي). بعد ذلك شارك في نحو 36 فيلماً كان آخرها «طريد الفردوس» في 1965، بطولة فريد شوقي وسميرة أحمد ونجوى فؤاد، حيث أدى دور سجين.

من أفلامه: «قطار الليل» في 1953 وهو الفيلم الوحيد الذي ظهر فيه باسمه، أي شلاضيمو، حيث أدى دور فرد في عصابة الملطي (سراج منير)، وفيلم «وهيبة ملكة الغجر» في 1951 حيث جسد دور فرد من أفراد عصابة قنديل (فؤاد الرشيدي) زعيم الغجر المتخصصة في خطف الأطفال وبيعهم.

في أفلام قليلة فقط جسد أدواراً بعيدة عن الشر والإجرام، منها: دور سكير في حانة حفيظة (تحية كاريوكا) في فيلم خلخال حبيبي - 1960، ودور العربجي في فيلم بنات حواء - 1954 والذي يقتصر عمله على الاتصال خطأ بهاتف إسماعيل يس ليسأل «إزاي الحمار؟» فيرد عليه ياسين «حمار مين يا خويا؟» فيجيب قائلاً: «مش ده شفاخانة البهايم؟»، ودور السجان في المعتقل الذي يُحتجز فيه الشيخ جلال (شفيق نور الدين) وحسن الهلالي (فريد شوقي) في فيلم أمير الدهاء - 1964، ودور المقاتل ضمن جيش التتار الذي يحاول احتلال مصر في فيلم واإسلاماه - 1961، ودور الشرطي في فيلم الجريمة والعقاب - 1957، ودور اللص الذي يُستجوب في «الكراكون» لأنه سرق خاتماً ثميناً وبلعه في فيلم حياة أو موت - 1954، ودور المخبر الذي ينجح في القبض على الشاب المتهور المتحرش بالفتيات نور الدمرداش في فيلم السبع بنات - 1961، ودور بائع الجمبري في فيلم في صحتك - 1955، ودور صبي جزار في فيلم غني حرب - 1947، ودور فرد من أفراد عصابة عزوز (فاخر فاخر) في فيلم «أولاد الشوارع» - 1951.

وفي فيلم أسير العيون - 1949 نجده يؤدي دوراً تابعاً لزياد (محمد الديب)، حيث يأمره الأخير بالتخلص من الشاب البدوي المتعلم محمد (محمد الكحلاوي) فيطلق عليه رصاصة تصيبه في كتفه.

جسد شلاضيمو أيضاً دور الفتوة في فيلم مصطفى كامل - 1952، ودور الغفير في فيلم بنت البلد - 1954، ودور البلطجي في فيلم فاعل خير - 1953، ودور الراقص في فيلم أنا الماضي - 1951. ودور حنظلة في فيلم «عنتر بن شداد» - 1961. ويقال إنه عشق الراقصة زينات علوي، وأراد أن يتزوجها، لكنها رفضته.