لم تنقطع المساعدات الإماراتية عن قطاع غزة يوماً واحداً، برغم امتداد فترات الحصار، التي فرضتها إسرائيل على دخول المساعدات من جميع أنحاء العالم، ومن جميع المنافذ، بحيث لم تمر إلا مساعدات الإمارات بصورة يومية تدخل كونها مساعدات إنسانية وطبية وغذائية، ويدخل البشر الذين يحملون المرضى إلى أبوظبي لتلقي العلاج مع أسرهم.
إن نجاح الإمارات في الدبلوماسية الإنسانية، التي أصبحت لصيقة باسم الإمارات، يقدم للعالم مثالاً لكيفية معالجة الأزمات عندما تتعلق بالبشر، والمجتمعات فلا يصلح معها إلا الأفعال الإنسانية، التي تضمد جروح البشر، وتعالج أزماتهم.
وقدمت المخابز التي تصنع رغيف العيش الذي يحتاج إليه الإنسان في هذا القطاع المأزوم، الذي يعاني من مآسٍ لم تمر بها أي مجتمعات على ظهر الأرض خلال العامين الماضيين. إن وجود الإمارات على أرض الواقع هو الذي يحدث الأثر والتغيير، وليس فقط مجرد الحديث في قضايا سياسية قد لا يشعر بها الإنسان العادي.
إن نموذج الإمارات في الدبلوماسية الإنسانية يحتاج لأن يدرس، وأن يصل إلى الأجيال الجديدة من خلال مناهج التعليم والتثقيف حتى يدركوا أن دولتهم في مقدمة دول العالم في العمل الإنساني.
فقد تجاوزت المساعدات الإنسانية التي قدمتها الإمارات خلال نصف قرن أكثر من 100 مليار دولار، ذهبت إلى جميع مناطق الأرض، وجميع المجتمعات، وجميع الأديان والثقافات والخلفيات، لا تفرق بين البشر بناء على خلفياتهم أو أديانهم أو ألوانهم أو لغاتهم، وإنما تتعامل معهم جميعاً على أنهم بشر يستحقون الحياة، هذه هي الإمارات التي يجب أن نفخر بها، ونفاخر بها العالم.