فريق دبي.. إنجاز في دائرة الإنسان

قبل قرنين من الزمان انطلقت مسيرة البحث عن دبي: الذات والهوية والإنجاز والتميز، وحين نطالع أدبيات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، نلمس عمق الحضور لهذه المدينة الزاهرة المتقدمة في وجدان صاحب السمو، وأن هذا الحضور العميق هو إرث تليد يعتز به ويصونه بعد أن صار أمانة بين يديه، يواصل به الجهود الكبرى التي بذلها الأجداد بشكل عام، والجهد الاستثنائي الباهر الذي بذله مهندس دبي وباني نهضتها الحديثة المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، الذي ما فتئ صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد يعدد من أياديه البيضاء وقراراته الجسورة التي انتقلت بدبي من مدينة تبحث عن ذاتها إلى وجهة عالمية تتمتع بأفضل ما تتمتع به المدن العالمية الكبرى، ثم لتبلغ ذروتها العليا في عهد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد الذي احتضن مجدها، وجعل مسيرتها الرائدة واحدة من أعز ذكرياته التي لا يمكن أن تفارق ذاكرته، تعبيراً عن عمق المحبة التي تجمعه بهذه المدينة التي لا ينظر إليها كمدينة من خرسانة وأحجار بل هي رمز لصلابة الإرادة وقوة العزيمة على التطور وصنع المستحيل في زمنٍ يكتظ بالتحديات ويعصف بالظروف، لكن دبي الزاهرة لا تعرف التردد، ولا ترتاح إلا لتواصل المسير نحو آفاق جديدة يرتادها لها رائد لا يكذب أهله، ذلكم هو صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد الذي يستلهم سيرة الآباء والأجداد، ويضع بصمته الخاصة التي تقول: هنا قائد ملهِم، وزعيم جسور يقتحم الصعوبات، ويعشق التحديات، ويصنع الأحلام التي لا يقوى على تحقيقها إلا فرسان العمل ومغاوير الإنجاز في عالم اليقظة والنهار.

في هذا السياق من الاهتمام الصادق الحثيث بدبي ومسيرتها وموقعها الفريد بين مدن العالم الكبرى، شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد ملتقى «محمد بن راشد للقادة» الذي يجمع ألف شخصية من القطاعين العام والخاص من الذين يحملون أحلام دبي في قلوبهم، ويسميهم صاحب السمو «فريق دبي» تعبيراً عن عمق التلاحم والتجانس في الرؤى والأفكار والعزائم فيما بينهم، يحدوهم هدف وحيد حدده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد هو أن تكون مدينة دبي هي الأفضل في العالم، بكل ما يترتب على هذا الهدف الكبير من جهود واستحقاقات.

وتعبيراً عن مشاعر الغبطة التي غمرت صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد بهذا اللقاء الجميل نشر تغريدة بديعة المحتوى على حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي عبر فيها عن شعوره الصادق تجاه هذا الفريق الغيور على دبي، والذي ينخرط في معركة البناء والتطوير بكل أصالة وعزيمة واقتدار، ويبذل أقصى الجهود في سبيل أن تظل دبي قرة عينٍ لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد الذي يرى فيها دانة الدنيا ولؤلؤة الخليج.

«شهدت اليوم ملتقى محمد بن راشد للقادة، لقاء يجمع أهم 1000 شخصية من القطاعين العام والخاص بدبي، أسميهم فريق دبي، ووضعت لهم رؤية متجددة بأن تكون دبي المدينة الأجمل والأرقى في العالم في مكانها ومكانتها وروحها وثقافتها وعمرانها»، بهذا الفعل «شَهِدْتُ»، الدال على أعمق معاني الحضور يفتتح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد هذه التغريدة التي تحمل في طياتها عزيمة جديدة يضخها صاحب السمو في شرايين العاملين على مجد دبي، وهو الفريق الذي اصطفاه صاحب السمو من بين قادة المجتمع في دبي من القطاعين العام والخاص ويبلغ تعداده ألف شخص من خيرة النخبة المتمرسة بالعمل مع صاحب السمو ضمن فكرة الفريق الواحد التي هي من أعمق الأفكار التطبيقية حضوراً في مسيرة صاحب السمو في العمل العام والتي تقترب من الستين عاماً، حيث وضع لهم في هذا اللقاء رؤية متجددة لمدينة دبي لكي تكون هي الأجمل والأرقى في العالم بكل ما تعنيه كلمة الجمال من براعة الهندسة المعمارية، وبكل ما يحمله الرقي من ملامح التحضر، بحيث تصبح المدينة كلها مكاناً ومكانة وروحاً وثقافة وعمراناً هي الأرقى والأجمل في عالم يشهد سباقاً مدهشاً نحو التميز والتفرد في كل شيء، ومن ظن أن تحقيق هذه المكانة يمكن إنجازه بمجرد الأمنيات فهو لا يعرف طبيعة التحضر، فمعنى أن تكون المدينة نظيفة هو أن تنفق عليها الملايين وربما المليارات كي تحقق هذا التفرد الحضاري، ومعنى أن تكون المدينة هي الأرقى والأجمل في كل شيء فهذا يعني أن جهوداً ضخمة يجب أن تبذل من أجل تحقيق هذا الحلم الجميل البعيد.

«باختصار نريدها أفضل مدينة في العالم، وطلبنا من كل مسؤول متابعة تحقيق هذه الرؤية بجهود مضاعفة، وإرساء معايير خاصة لتقييم الإنجاز وسرعة التنفيذ»، إن ما تقدم من كلام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد بشكل تفصيلي قد تم إجماله وتكثيفه في جملة واحدة زاخرة بالمطالب والمسؤوليات «باختصار نريدها أفضل مدينة في العالم»، وهذا الطلب وهذه الإرادة يعكسان الروح القتالية التي يتمتع بها فارس دبي وحارس مجدها وعاشق حكايتها، وربما خطر في البال أن هذا الحلم يقع في دائرة المستحيل، لكن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد ومنذ أمدٍ بعيد قد أطاح بفكرة المستحيل من العقل العملي، فهو لا يعرف المستحيل بل يخطط ويدرس وينفذ ويتابع ويطلب من المسؤولين متابعة تنفيذ الرؤية بجهود مضاعفة لضمان سير العمل من خلال مجموعة من المعايير الصحيحة التي تضمن تحقيق الأهداف ومضاعفة النتائج والتوقعات.

«جميع قرارتنا وسياساتنا ومشاريعنا لا بد أن تبدأ من الإنسان وتنتهي إليه، لتكون حياته أفضل حياة، في أفضل مدينة وأرقى مجتمع والأكثر تحضراً عالمياً»، في هذا الجزء الأخير من هذه التغريدة الثمينة يعمق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد الإحساس بقيمة الإنسان حين يجعل جميع القرارات والسياسات والمشاريع دائرة في مدار الإنسان: تبدأ منه وتعود إليه، وهذا تكريم فريد تسعى إليه البشرية منذ خطواتها الأولى نحو التحضر من أجل ضمان حياة تكون هي الأفضل والأرقى في مجتمع يحتل مكانة سامية في سلم التحضر، ويسعى بكل جهد ممكن للكشف عن طاقة الإنسان المبدعة في صنع المجتمع الأسمى الذي ظل حلماً يراود الفلاسفة الباحثين عن المدينة الفاضلة، ليكون صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد هو ذلك الفيلسوف العملي الذي حقق هذا الحلم الذي سعى إليه بكل طاقته قبل أكثر من خمسين عاماً حين أراد لدبي أن تكون وجهة عالمية، ولم تخيب الأيام ظنه، فأصبحت مدينته هي دانة الدنيا التي تلهم الشعراء، وتحتضن الإبداع، وتكتب سيرتها الزاهرة في دفتر المجد بمداد الألق والتوهج والعطاء.