ولا تزال فرص إنهاء أي منهما بعيدة عن التحقيق، وهو ما يسبب قدراً كبيراً من الإحراج لإدارته وللفريق الذي دعمه وجاء به إلى سدة الحكم في حملة انتخابية أحد أبرز شعاراتها الرئيسية إطفاء الحروب المشتعلة في العالم.
وهو -أي الرئيس ترامب- من منع تطور هذه المواجهة إلى صدام حقيقي بين البلدين.. ادعاء سارع رئيس الوزراء الهندي إلى نفيه، وعزا تسوية النزاع إلى جهوده مع الرئيس الباكستاني لتطويق تداعياته، ما أوجد قدراً من التوتر في العلاقات الأمريكية الهندية.
أولهما ضمان مظلة أمنية وقائية لإسرائيل -كما عهدنا في الإدارات الأمريكية المتعاقبة جمهورية وديمقراطية- وثانيهما لأن هذه المنطقة أكثر مناطق العالم ثراء بالأزمات التي تمس تداعياتها مصالح الدول العظمى، وبالأخص مصالح بلاده على المستوى العالمي.
الولايات المتحدة لها قدرات على فرض سياسات في هذه المنطقة من منطلقات عدة، فعلاوة على مداخل عدة وجدتها واشنطن جاهزة لولوجها في الشرق الأوسط منذ بدأ انشغالها برسم مستقبله بُعيد الحرب العالمية الثانية.
وجدت بعد انهيار الاتحاد السوفيتي -مطلع تسعينيات القرن الماضي- مداخل جديدة تخدم رؤاها الحالية مستقبل السياسة الأمريكية في هذه المنطقة المهمة من العالم، فقد وجدت مدخلاً جديداً لفرض رؤاها لشرق أوسطي جديد، مستغلة الضعف الروسي في جنوب القوقاز بسبب الحرب في أوكرانيا، موظفة الصراع بين أذربيجان وأرمينيا.
وهما الدولتان القوقازيتان اللتان انفصلتا عن الاتحاد السوفيتي السابق مطلع تسعينيات القرن الماضي، ما يجعل لها مدخلاً جديداً يعزز من رؤيتها لمستقبل الشرق الأوسط.
هذا الممر يمس مصالح دول عدة اقتصادياً في منطقة القوفاز، وتنظر له بعض الدول -أبرزها إيران- من زاوية أمنية تعزلها عن حليفتها أرمينيا، وتمنح الولايات المتحدة بعداً جديداً يعزز من قدراتها على محاصرتها، وتعده روسيا تجاوزاً لأبجديات ما تم التوافق عليه حول تبعية الدول التي كانت جزءاً من الاتحاد السوفيتي السابق.
وفي سياق الأوضاع العالمية التي تزداد تعقيداً وخطورة، والتي تحمل نذر تأجيج الحروب لا إطفائها، أصدر الرئيس الأمريكي قراراً يحمل دلالات كثيرة مقلقة بإعادة تسمية وزارة الدفاع الأمريكية إلى الاسم الذي كانت تحمله قبل نشوب الحرب العالمية الثانية وهو وزارة الحرب.