اللجان الثقافية في الأندية الرياضية... دور ينتظر الإحياء

في العقود الماضية، لم تكن الأندية الرياضية في الإمارات مجرد منصات للرياضة، بل كانت منارات ثقافية حقيقية. فقد احتضنت لجاناً ثقافية ساهمت في إثراء الساحة الفنية والثقافية، واحتضان مواهب شابة أصبحت من أبرز رموز الفن والأدب والمسرح في الدولة.

لعبت هذه اللجان دوراً محورياً في تنظيم الندوات الشعرية والورش المسرحية والمعارض الفنية. كما مثّلت الدولة في محافل عربية ودولية. وخرج من هذه اللجان فنانون ومثقفون رواد مثل بطي بن بشر وغانم غباش وجمعة غريب، ومسرحيون من الجيل الثاني مثل جمال مطر وناجي الحاي وعمر غباش، وفنانون تشكيليون مثل حسن الشريف ومحمد القصاب، إلى جانب شعراء وأدباء أثروا المشهد الثقافي.

كانت هذه اللجان تعمل كخلية نحل، تدير البرامج وتستقطب الموهوبين من أبناء المجتمع لتكون بوابة الانطلاق نحو مشهد ثقافي حيوي ومتنوع. لكن، ومع بداية التحول نحو الاحتراف الرياضي، تراجع هذا الدور وتقلصت موازنات اللجان، ثم غابت تماماً عن مشهد الأندية، بل حُذفت من ذاكرتها.

السؤال الذي يفرض نفسه اليوم: لماذا غابت هذه اللجان؟ وهل كانت الرياضة وحدها أولى بالدعم؟ الأندية مؤسسات اجتماعية متكاملة ولا تقتصر على الألعاب، بل تسهم في تشكيل الوعي وبناء الهوية ودعم الإبداع.

إحياء دور اللجان الثقافية اليوم ليس رفاهية، بل حاجة مجتمعية. ويمكن لهذه اللجان أن تكون أداة فعالة لاكتشاف الطاقات وتعزيز الانتماء وتجسير العلاقة بين الثقافة والناس. خاصة في ظل توجه الدولة لدعم الصناعات الإبداعية.

إن إعادة الاعتبار لهذا الدور التاريخي للجان الثقافية في الأندية، هو وفاء لذاكرة وطنية غنية. وخطوة نحو بناء مستقبل ثقافي لا ينفصل عن المجتمع. فهل تعود الأندية إلى دورها الحقيقي في بناء المجتمع، أم يبقى الحنين وحده يروي قصة اللجان الثقافية التي أصبحت في طي النسيان؟