قصة زيجات رشدي أباظة وتردده على لبنان

منذ ثلاثينيات القرن العشرين، أو ربما قبل ذلك، اعتاد نجوم السينما المصرية على التردد على لبنان. بعضهم كان يختاره مكاناً لقضاء شهر العسل، والبعض الآخر كان يذهب لتصوير مشاهد من أفلامه، بسبب طبيعته الخلابة وطقسه اللطيف. والبعض الثالث ذهب للإقامة الدائمة به والعمل من هناك، خصوصاً في أعقاب هوجة التأميمات الاشتراكية في ستينيات القرن العشرين، زمن حكم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر.

ويعد الموسيقار محمد عبدالوهاب أحد أبرز من كان يحرص على الوجود صيفاً في المصايف اللبنانية، وكانت تربطه علاقات وطيدة بنجومها ومطربيها ونخبها الأدبية والفكرية والسياسية، لكنه لم يكن الوحيد في ذلك، فقد نافسه في عشق لبنان آخرون من زملائه من أهل الفن، لعل أبرزهم دون جوان السينما المصرية، رشدي أباظة (1926 ـ 1980) الذي له أخت غير شقيقة (زينب سعيد أباظة) تقيم بمدينة صيدا في جنوب لبنان، وهي واحدة من بين ثلاث أخوات أخريات للدون جوان هن: فاطمة ورجاء ومنيرة.

تقول زينب إن أخاها رشدي كان دائماً يأتي إلى لبنان ويزورها في صيدا، ويزور فيها أيضاً صديقيه اللبنانيين، وسام القطب، ورجل الأعمال الراحل، عصام البساط، ويحلو له أثناء الزيارة المرور بمطعم «العربي» في المدينة لتذوق الأطباق اللبنانية الشهية، كما كان يزور خلال وجوده في لبنان صديقته المثقفة الراحلة بديعة فتح الله جنبلاط، صاحبة برنامج «ما يطلبه المستمعون» من الإذاعة اللبنانية، التي عملت أيضاً بمجلة الصياد وإذاعة «صوت لبنان» والقسم العربي من هيئة الإذاعة البريطانية، وصديقه الآخر المخرج ومؤلف الأغاني ومصمم الاستعراضات روميو لحود.

وتتوقف زينب أباظة عند حكاية زواج أخيها من الفنانة صباح لتخبرنا أنه فاجأها ذات يوم، بعد انتهائه من تصوير فيلم «نار الشوق» (إخراج محمد سالم وبطولة رشدي أباظة وصباح ووديع الصافي وهويدا) في لبنان سنة 1970 بأنه سيزورها في بيتها، طالباً منها إحضار مأذون شرعي، لأنه سيتزوج من صباح، وبالفعل زارها في اليوم التالي وبرفقته صباح وهي ترتدي فستان الزفاف الأبيض وتم عقد قرانه عليها، لكن زواجهما انتهى سريعاً كما بدأ سريعاً.

والمعروف أن رشدي أباظة تزوج 5 مرات في حياته، كانت الأولى في عام 1952 من الراقصة تحية كاريوكا، واستمرت هذه الزيجة لمدة 3 سنوات انتهت بطلاقهما بسبب علاقته مع سيدة فرنسية وهو في لبنان. والثانية في عام 1955 من الأمريكية باربرا التي أنجبت له ابنته الوحيدة «قسمت» التي تقيم اليوم في مصر وتملك فيها مزرعة كبيرة لإنتاج الفواكه وتربية الحيوانات والأسماك، وهذه الزيجة انتهت بالطلاق في عام 1959. والثالثة في عام 1962 من الفنانة سامية جمال في أعقاب قصة حب جمعتهما خلال قيامهما ببطولة فيلم «الرجل الثاني» للمخرج عزالدين ذوالفقار، وقد استمرت هذه الزيجة حوالي 18 عاماً انتهت بالطلاق في عام 1977، وتحملت خلالها سامية جمال بصبر الكثير من نزواته، وربت له أثناءها ابنته «قسمت» حتى كبرت.

أما زيجته الرابعة فقد كانت من المطربة صباح في عام 1970 وبدأت بمزحة أثناء تصوير مشهد زفاف بينهما في فيلم «نار الشوق»، لكن المزحة تحولت إلى واقع، ولم تستمر هذه الزيجة سوى أسبوع، وفي قول آخر إنها استمرت ليوم واحد فقط بسبب الضجة الإعلامية التي أثارتها، خصوصاً أن رشدي كان متزوجاً وقتذاك من سامية جمال. ثم جاءت الزيجة الخامسة والأخيرة في عام 1979 قبل وفاة صاحبنا بعام بسرطان الدماغ، وكانت من ابنة عمه الأرملة نبيلة أباظة، وقد قيل وقتها أن زواجهما كان بسبب شعور كليهما بالوحدة.