تشهد شوارع مدننا في الآونة الأخيرة سلوكيات مقلقة من قبل بعض سائقي التاكسي والدراجات النارية الخاصة بالتوصيل، وهي تصرفات لا تقتصر على مخالفة القوانين، بل تتجاوزها إلى استفزاز السائقين والمشاة على حد سواء. فبدلاً من الالتزام بقواعد السير واحترام حق الآخرين في الطريق، نجد فئة من هؤلاء السائقين تمارس ضغوطاً غير مبررة على بقية مستخدمي الطريق.
أحد أبرز الأمثلة على ذلك، ما يحدث عند فتح الإشارة الضوئية؛ حيث يبادر بعض سائقي الدراجات النارية إلى إطلاق بوق الدراجة فوراً، وكأن ثواني الانتظار غير مقبولة، مما يخلق حالة من التوتر والانزعاج لدى السائقين أمامهم. المشهد نفسه يتكرر أحياناً من بعض سائقي التاكسي الذين يتصرفون بعصبية مبالغ فيها، دون مراعاة لظروف الطريق أو استعداد المركبات الأخرى للحركة.
ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، فبعض سائقي التوصيل لا يلتزمون بالمسارات القانونية، ويتنقلون بين الأزقة الضيقة، غير آبهين بوجود مشاة، مما يعرض حياة الناس للخطر. والأسوأ أن بعضهم يلجأ إلى السير بين السيارات أو حتى على الأرصفة، في محاولة للوصول بسرعة إلى وجهتهم لتسليم وجبة طعام أو طرد بريدي، متجاهلين تماماً أن سلامة الأرواح أهم من سرعة التسليم.
هذه الظاهرة، وإن كانت لا تعكس سلوك جميع سائقي التاكسي أو التوصيل، إلا أنها تتطلب وقفة جادة من الجهات المختصة، من خلال دراسة أسبابها ووضع حلول عملية تحد من انتشارها. الحلول قد تشمل تكثيف الرقابة المرورية، وفرض غرامات أكبر على المخالفات التي تعرض الآخرين للخطر، إضافة إلى برامج توعية وتدريب للسائقين حول آداب القيادة وأهمية احترام الطريق.
إن الالتزام بالقوانين المرورية ليس مجرد خيار، بل هو مسؤولية جماعية لضمان أمن وسلامة الجميع، سواء كانوا خلف عجلة القيادة أو يسيرون على أقدامهم. ولعل معالجة هذه السلوكيات المستفزة خطوة أساسية نحو شوارع أكثر أماناً وهدوءاً.