فهل مخرجات قمة شنغهاي التي اختتمت أعمالها في بداية الشهر الجاري كانت سبباً في تغيير الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عقيدة وزارة الدفاع الأمريكية، البنتاغون، لتكون عقيدة هجومية مع تسميتها وزارة الحرب؟
لا يمكن أن يكون عابراً في ظل ما يحدث في العالم من تغيرات، بل البعض اعتبره مؤشراً مهماً لمعرفة السبب الحقيقي الذي دفع بالرئيس ترامب، لأن يعلن عن تغيير اسم وزارة الدفاع الأمريكية، مع أنه لو نظرنا إلى ما كانت تفعله تلك الوزارة عملياً هو نفس الوظيفة التي يفترض أن تقوم به وزارة الحرب، وهو الهجوم.
ولكن ما حدث في شنغهاي ليس تحالفاً، بل قمة سياسية، إلا أن مضمون الرسالة يشير إلى هذا التحالف الذي نشأ بسبب استياء أعضائه من سلوكيات دول أخرى، لأنها تنكر عليها مكانة دولية تستحقها من حيث القوة العسكرية والاقتصادية، كما هو حال الصين وروسيا.
فكيف أن يأتي العرض العسكري الصيني الضخم الذي حضره الرؤساء الخمسة، فإنه يكون من سوء فهم من الولايات المتحدة الأمريكية إذا لم تستوعب الرسالة الصينية ولم تغير استراتيجيتها، لأن أعضاء دول التحالف الجديد يشتركون في أن أمريكا هي الخصم المشترك لهم.
وبالتالي سوف يسعون إلى إضعاف تأثير السياسة الخارجية الأمريكية تجاههم. ومع أن قمة شنغهاي بدت للكثيرين وكأنها إشارة لتدشين تحالف جديد في النظام الدولي، خاصة أن التغيير في مسمى وزارة الدفاع الأمريكية جاء بعد القمة.
وبعد أن اتهم الرئيس ترامب تلك الدول بالتآمر على الولايات المتحدة، إلا أنه في الحقيقة إن الأسس الحاكمة للنظام الدولي السائد ما زالت صالحة لاستمراره لفترة قادمة، على الأقل لأن الصين لا تظهر نفسها كقوة راغبة في المنافسة على النفوذ، بقدر ما تعمل على بناء نفسها دولياً بشكل حقيقي من أجل كسب المزيد من ثقة دول العالم. إن عوامل التغيير في النظام الدولي ما زالت قيد التكوين رغم وجود عوامل تعرية تسير ببطء، وفق منطق دورة النظام الدولي.
كما أن ثوابت النظام الدولي منذ سقوط الاتحاد السوفيتي باقية فالولايات المتحدة ما زالت هي صاحبة النفوذ الأكبر في العالم، والدليل أن دعمها لإسرائيل جعل حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو تعربد دون أن يستطيع أحد وضع حد لها في انتظار التدخل الأمريكي.