كنا مغيرين للعبة؟

دخلت التكنولوجيا مؤخراً في جميع مجالات حياتنا تقريباً، ولم تقف عند حد التصنيع، وإنما تدخلت في إنشاء عوالم افتراضية لا يمكن تمييزها في بعض الأحيان عن العالم الحقيقي.

التكنولوجيا والتقنيات الحديثة مثلها مثل أي شيء يعتبر سلاحاً ذا حدين، قد نجني منه الفوائد والأرباح الطائلة وقد تتسبب في كوارث لا نحمد عقباها.

في المجال الصحي على سبيل المثال تم استخدام التكنولوجيا بشكل كبير مؤخراً، وهناك مساحات شاسعة للاستثمار في التقنيات الحديثة لتحسين المخرجات الصحية للأفراد ولتطوير النظم الصحية.

ناهيك عن استخدام الأجهزة والمعدات الطبية لإجراء الفحوصات وتقديم العلاج الطبي عن طريق العمليات الجراحية، يمكن توظيف التقنيات الحديثة بشكل حيوي ومهم في الوقاية والتي يجب أن تسبق العلاج.

تقنيات مثل الميتافرس والواقع الافتراضي والواقع المعزز من التقنيات الجديدة التي تستخدم في العديد من المجالات، التي يمكن دراستها عن قرب لتطبيقها بالشكل الأمثل في المجال الصحي.

يمكن لمثل هذه التقنيات أن تخلق واقعاً أفضل للأفراد مثل ممارسة التمارين الرياضية لتوفير وقت التنقل للنادي الرياضي عن طريق تطوير نماذج محاكاة أنشطة بدنية تحفز الحركة ومدعومة بنظام الحوافز، وتطوير نماذج أخرى أيضاً تخدم الجانب النفسي وتحسن من الصحة النفسية للفرد.

المشكلة تكمن من تخوف الكثير من الأفراد العاملين في المجال الصحي والمجالات الأخرى من فكرة استبدالهم بالتكنولوجيا والتقنيات الحديثة.

المراقب عن كثب يستطيع أن يلاحظ أن التكنولوجيا والتقنيات الحديثة تحل محل المهن التي تتطلب القليل من الإبداع والتي من الممكن أتمتتها. بمعنى آخر، كلما كان الإنسان أكثر إبداعاً، صعب استبداله.

إضافة إلى أن ذكاء الإنسان ليس له حد، فكلما تطورت الآلة والتكنولوجيا والتقنيات الحديثة، سيوظف الإنسان ذكاءه وسيطور وظائف وأعمال أخرى لن تتمكن الآلة من الاستحواذ عليها.

ماذا لو استثمرنا في ذكائنا وكنا أكثر إبداعاً بحيث يصعب استبدالنا؟ ماذا لو بدلاً من أن نركز على مخاوفنا، نركز على نقاط قوتنا والتي تجعلنا مغيرين للعبة؟