حالة التمادي في العنف؟

أخطر ما يواجه إسرائيل هذه الأيام هو حالة رد الفعل لحالة التمادي في العنف والعمليات العسكرية في غزة ولبنان.

الناصحون في واشنطن ينصحون نتنياهو بالتوقف الآن، وإعلان الانتصار والدخول في هدن تؤدي إلى عمل ترتيبات أمنية، تؤدي إلى تسويات تضمن للدولة العبرية عدم تكرار ما حدث في 7 أكتوبر 2023.

منطق نتنياهو هو «العملية لم تنتهِ بعد»، «ولا بد من التأكد من التنظيف والتطهير لكل القيادات، ومراكز القيادة، والسيطرة، وتجفيف مصادر التمويل، وتفجير مخازن الأسلحة والإمداد، وورش تصنيع السلاح، والإجهاز على كل مستويات المقاتلين من قيادات عليا ووسطى وجنود ميدان».
وكأن نتنياهو يريد المستحيل، لأنه من الممكن أن تضعف عدوك إلى أقصى حد ممكن، ولكن يصعب الإجهاز عليه نهائياً.

وبدلاً من حالة الإبادة النووية التي قامت به الولايات المتحدة ضد اليابان عقب الحرب العالمية الثانية فإن نتنياهو يجرب الآن الإبادة غير النووية، ولكن – علمياً – بمعدلات تدمير تقليدي يعادل أضعاف أضعاف زنة التدمير النووي.

الهدف من عمليات الضربات المفرغة، وآخرها معسكر جباليا في غزة وقرى الجنوب الأمامية في لبنان، بهدف أساسي هو تهجير البيئة السكانية المتحالفة مع المقاتلين.

أي إبادة في التاريخ يتم بعدها إحلال. الإحلال المطلوب بمنطق نتنياهو هو الإحلال الأمني الضامن لعدم تكرار 7 أكتوبر جديد.