تحولات هائلة يشهدها عالمنا حالياً بفضل تطور التقنية واتساع مجالات الذكاء الاصطناعي، التي فتحت الأبواب أمام إمكانيات لم نكن نحلم بها من قبل، وبفضلها أصبح هناك تفاعل كبير بين البشر والتكنولوجيا بطرق متعددة.
وبات بإمكاننا تحسين الإنتاجية والاستفادة من وقتنا، وتطوير حياتنا بشكل جذري، لا سيما وأن الذكاء الاصطناعي أصبح لديه استخدامات كثيرة في مختلف المجالات، مثل التعرف على الصور والصوت ومعالجة اللغة والكتابة والبحث والفن، واتسع نطاقه أكثر من خلال مساعدته في تشخيص الأمراض، وتخطيط المدن وإدارة مواردنا بشكل أكثر كفاءة، وغيرها.
النقلة النوعية التي أحدثها الذكاء الاصطناعي في حياتنا، كانت كفيلة بأن تحفز الإمارات للعمل على ضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة، إيماناً منها بضرورة تأهيل مهاراتها وإعدادها للمستقبل. وهو ما نتعلمه من حكمة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، الذي قال:
«مسؤوليتنا هي تجهيز أطفالنا لزمن غير زماننا.. وظروف غير ظروفنا.. ومهارات وقدرات جديدة تضمن استمرار زخم التنمية والنهضة في بلادنا لعقود طويلة قادمة بإذن الله».
هذه الحكمة ترجمتها حكومة الإمارات واقعاً باعتمادها المنهج النهائي لاستحداث مادة «الذكاء الاصطناعي» في كافة مراحل التعليم الحكومي من رياض الأطفال وحتى الصف الثاني عشر بدءاً من العام الدراسي المقبل.
حيث سيتضمن المنهج وحدات تعليمية مصممة خصيصاً لكل مرحلة، تشمل مفاهيم الذكاء الاصطناعي وبياناته وتطبيقاته، والأهم أنها ستسهم في رفع مستوى الوعي الأخلاقي لدى الطلبة، وستعزز ارتباطهم بالمجتمع ومعرفتهم بالسياسات وتحفز لديهم روح الابتكار.
تطبيق أدوات الذكاء الاصطناعي في المدارس، يعد خطوة مهمة ومتطورة ستسهم في إيجاد أجيال واعية لما يجري حولها، وستسهل من عملية التدريس وستغير قواعد الأنشطة والفعاليات في المدارس، كما ستحقق مستويات أعلى من التفاعل والفهم لدى الطلبة.
مسار:
خطط الإمارات طموحة وملهمة وتسهم في تشكيل ملامح المستقبل.