قرار محكمة العدل الدولية في لاهاي برفض الدعوى المقدمة من قبل القوات المسلحة السودانية ضد دولة الإمارات، وإسقاطها كلياً جاء ليؤكد أن الدعوى المقدمة لا أساس لها من الصحة، كما وجه ضربة قوية لمحاولات الجيش السوداني نشر المعلومات المضللة وتشتيت الانتباه عن مسؤوليته في الصراع.

وقد تكشّف للمجتمع الدولي، وهو يتابع حيثيات ادعاءات الجيش السوداني وتلفيقاته، أن هذه المزاعم التي تستهدف دولة الإمارات تعد محاولة بائسة من الجيش السوداني المخترق من «الإخوان» لتصدير أزمته الداخلية، ومحاولة التغطية على الجرائم التي حصلت ضد الشعب السوداني جراء الحرب الدائرة والمستمرة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع.

كما اتضح للعالم أن هذه المزاعم تستهدف تشتيت الأنظار عن الفشل السياسي للجيش السوداني، فهذا لب القضية، فعلى الرغم من كل المساعي الإقليمية والدولية التي استهدفت إيقاف الحرب، وكان آخرها مؤتمر لندن، فإن الجيش السوداني واصل المماطلة رافضاً وقف الحرب تحقيقاً لأجندته رغم أن الخاسر هو السودان وشعبه.

الدعوى القضائية لا يمكن اعتبارها أكثر من محاولة يائسة وفاشلة من الجيش السوداني، الهدف منها إعادة ترتيب وتلميع صورته أمام المجتمع الدولي، بعد أن فقد قدرته على تبرير فشله السياسي.

فمن المعروف أنه من الأسهل خلق وتوزيع الاتهامات وترويج الأكاذيب، لكن من الصعب إثبات ذلك، لا سيما أن الجيش السوداني يريد الهروب من الواقع الذي يعيشه بعد تسببه بمأساة ومعاناة السودانيين.

فمن المعروف أنه من الأسهل على الأنظمة والقيادات الفاشلة أن تُشيطن الآخرين وتخلق وتوزع الاتهامات عليهم وتصنع وتروج الأكاذيب، كل ذلك بهدف الهروب من الواقع المؤلم الذي تعيشه بسبب ضعفها وجهلها وبالتالي تسببت بمأساة ومعاناة لشعبها.

دولة الإمارات كانت من أوائل الداعين للحوار بين الأطراف السودانية المتنازعة وتقديم منطق العقل والحكمة حقناً للدماء وحفظاً للاروح والممتلكات.

دولة الإمارات، دولة تميزها الحكمة والمنطق في التعامل مع التحديات والأزمات لا تتأثر بالشعارات ولا بالحملات الغوغائية ولا الهجمات الإعلامية، ولا تخيفها دعاوي باطلة شكلاً ومضموناً، ولا ترعبها مستندات مزورة وتؤثر عليها قصص وسيناريوهات وضعت بصيغ ردئية ومعايير بدائية.

في الواقع، دولة الإمارات لا تحتاج إلى صدور حكم براءة من المحكمة، لأن ادعاءات النظام في السودان باطلة في حد ذاتها وهذا ما ذكره المتخصصون والخبراء في القانون، لذا فالادعاءات السودانية يمكن اعتبارها سقطة سياسية وقانونية لا تليق إلا بمن اعتاد أن على السقوط وألف الفشل والخسارة. وبقراءة للتقارير الصادرة من المنظمة الدولة الأعلى في النظام الدولي «الأمم المتحدة» سنجدها تفضح المزاعم السودانية.

فالتقرير الصادر عن فريق الأمم المتحدة المعني بالسودان ذكر بكل صراحة ووضوح، أنه لا توجد أدلة على دعم دولة الإمارات لأي طرف من النزاع السوداني، كما أنه لا يوجد أي اثباتات أو مستندات تثبت وجود تسليح أو تمويل لأي طرف حسب ادعاءات القوات المسلحة السودانية.

في التقارير لن نجد ذكر دولة الإمارات إلا في جهود المساعدات الإنسانية ودعوات الحوار وجهود الوساطة ومبادرات الاستقرار. بل أن التقارير الدولية أدانت قيادة القوات المسلحة السودانية واتهمتها بارتكاب انتهاكات وجرائم ضد المدنيين.