رؤية محمد بن راشد في نقل التراث الإماراتي إلى العالمية.. رسالة حضارة وإبداع

لفت انتباه العالم وجذبتهم زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، إلى جناح الإمارات في معرض «إكسبو 2025 أوساكا». وكانت تغريدة سموه على مواقع التواصل الاجتماعي، حول تصميم الجناح المستلهم من التراث الإماراتي الأصيل، وتقديم تصور جديد لبيوت «العريش» المبنية قديماً من سعف النخيل بأسلوب مبتكر، يجمع بين التعبير عن عمق ارتباط الإمارات بثقافتها العريقة، وتطلعاتها الطموحة نحو المستقبل، بمثابة رسالة فلسفية عميقة، تعكس الاهتمام الكبير، الذي توليه القيادة الإماراتية لنقل التراث الوطني إلى العالم، كذلك كان تقديم سموه، حفظه الله ورعاه، رسالة شكر إلى سمو الشيخة مريم بنت محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة لشؤون المشاريع الوطنية، لإشرافها على الجهود المبدعة لإعداد الجناح للظهور بالصورة المشرفة التي جاء عليها، دليلاً على حرص ومتابعة القيادة الرشيدة، لكل الجهود المبذولة، وتقديرها لفرق العمل الإماراتية المبدعة المتميزة.

تعلمنا من زيارة سموه التاريخية إلى «أوساكا» أن انطلاق دولة الإمارات نحو المستقبل يرتكز على إرث حضاري غني، وأن هذا الإرث هو نظام شمولي متكامل يعكس هوية الشعب الإماراتي وأصالته، وأن مشاركة دولة الإمارات في المحافل والفعاليات الدولية، حسب النموذج التراثي الأصيل والعريق، يقدم للعالم نافذة مهمة للإطلالة على تاريخ الدولة وحضارتها ومسيرتها، وكذلك على إنجازاتها في كل المجالات كالثقافة والصحة والاستدامة واكتشاف الفضاء وغيرها، وعلى طموحاتها الكبيرة في صنع مستقبل مزدهر للأجيال المقبلة، وعلى رسالتها العميقة بأن التعاون من أجل مستقبل أفضل هو الأساس، الذي تقوم عليه العلاقات الإنسانية العالمية.

تصميم جناح الإمارات في «إكسبو 2025 أوساكا»، الذي استلهم «النخلة»، وهي الرمز التاريخي والتراثي الإماراتي العريق، يسلط الضوء على الإبداع والابتكار في معالجة معاصرة لنمط العمارة التقليدية الإماراتية، فالنخلة، كما تحدثنا سابقاً، هي رمز للحياة والصمود والكرم، وهي مرتبطة بشكل وثيق بالهوية الوطنية الإماراتية، فيصبح تصميم الجناح يعبر عن كيفية استلهام التراث واستخدامه كأداة للابتكار والتعبير الثقافي، دون أن يفقد جوهره الأصيل، وهذه فكرة مبدعة تساعد جميع فرق العمل (الرسمية والشعبية) على تقديم التراث الإماراتي بطريقة مبتكرة تجمع بين الأصالة والتقدم، مما يجعله أكثر جاذبية للجماهير الدولية.

أيضاً تعلمنا من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، أن مشاركة الإمارات في المحافل الدولية تأتي ترجمة لحرص الدولة على المشاركة الفاعلة في الحوارات العالمية الكبرى، خاصة بعد استضافتها الناجحة لـ«إكسبو 2020 دبي»، فإن دولة الإمارات تواصل لعب دور ريادي في تعزيز الحوار الحضاري بين الشعوب، انطلاقاً من دورها الاستراتيجي في دفع مسيرة التقدم العالمي بمجالات الابتكار والاستدامة وجودة الحياة، وإن الإمارات قد أصبحت فعلاً محركاً أساسياً لصناعة المستقبل من خلال نقل ثقافتها وتراثها إلى العالم بطريقة تلهم الآخرين.

تعلمنا من صاحب السمو «بوراشد» أن كل مشاركة إماراتية، خارج الدولة، يجب أن تأخذ بعين الاعتبار ترسيخ رؤى التراث الإماراتي، بأشكاله وأنواعه المادية والمعنوية، لبناء شبكة العلاقات الإنسانية العالمية المتينة الممتدة، بل وفهمنا أيضاً أنه يجب أن يكون هناك معايير صارمة، توضع من قبل خبراء التراث، مستندة إلى استراتيجية محددة، تضبط كل ظهور أو مشاركة رسمية أو شعبية، في الفعاليات الدولية، كالمعارض والمؤتمرات واللقاءات، الثقافية والاجتماعية والرياضية، وحتى السياسية والاقتصادية، على أسس تمثيل شمولي متكامل، يوازي بين عرض عناصر التراث الإماراتي، وطرق ووسائل عرضه والترويج له، وغرسه كرسالة سلام ومحبة، في نفوس جمهور العالم أجمع، وتضع «المدونة المقترحة» نماذج استخدام التراث الإماراتي أداة للتأثير الثقافي والحضاري، وبما يعزز نقله إلى العالم بطريقة مبتكرة وجذابة ومؤثرة، كما يمكن أن تؤكد معايير «المدونة المقترحة» على وسائل تعزيز التكامل بين الأصالة والابتكار، وطرق توظيف التراث أداة دبلوماسية وثقافية، وأن تشجع على المشاركة الشعبية، مع ضرورة قياس الأثر المستدام بشكل دوري.

تعلمنا الكثير من زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إلى جناح الإمارات في «إكسبو 2025 أوساكا»، وعلى رأسها أهمية تراثنا في بناء المستقبل، وأن الإمارات حريصة على نقل ثقافتها وتراثها إلى العالم بطريقة حضارية ملهمة، تضمن قوة وفاعلية واستمرارية الهوية الوطنية الإماراتية، وترسيخ قيمنا الجميلة المتفردة حول العالم.