اللطف من الصفات الإنسانية التي تُجمّل الإنسان، وغالباً ما يحظى اللطفاء بتقدير واحترام الآخرين فهي صفة معززة للصحة النفسية وتساعد على بناء مجتمع أكثر ترابطاً.
إظهار اللطف يعكس الذوق الرفيع ومراعاة الآخرين عند التعامل معهم. يتمثل اللطف في الأفعال والكلمات التي تبدأ بعدم إيذاء الآخرين قبل إدخال السرور إلى قلوبهم.
اللطف في الكلمة الطيبة والابتعاد عن النقد الجارح. اللطف في تخفيف معاناة الآخرين وتقديم المساعدة لهم متى ما طلبت في بعض الأحيان بقدر المستطاع وبدون انتظار المقابل. اللطف في تقبل الآخر المختلف واحتوائه بغض النظر عن خلفيته الاجتماعية أو الثقافية. للطف معنى واسع، فهو لا يشمل البشر فقط وإنما الحيوان والجماد والشجر أيضاً، من خلال العناية بهم واحترامهم. بالرغم من جمال صفة اللطف إلا أنها قد تكون غير مناسبة في بعض المواقف. استخدام اللطف في غير موضعه قد يؤدي إلى نتائج عكسية.
اللطف مع المستغلين والمتلاعبين على سبيل المثال يشجع سلوكياتهم الخاطئة، والتهاون مع مرتكبي الأخطاء ومتجاوزي الحدود يساعدهم على الاستمرار.
عندما نكون لطيفين إلى درجة التضحية بحقوقنا أو التنازل عن قيمنا ومبادئنا أو من أجل التودد للآخرين فإننا نفسح مجالاً للظلم أن يتواجد. عندما تتطلب بعض المواقف منا السرعة والحزم، بالتأكيد لا مكان للطف هنا، فالأولوية للحسم والسرعة وليس المجاملة، خصوصاً إذا تطلب منا نجدة الآخرين أو إنقاذهم في مواقف مادية أو معنوية.
بالرغم من جمال ورعة هذه الصفة، إلا أن الإفراط فيها أحياناً يضر أكثر مما ينفع. المفتاح بلا شك هو إيجاد التوازن بين اللطف والحزم، بحيث لا يتم استغلالنا أو تشجيعنا لأي سلوك خاطئ لا يتوافق مع قيمنا أو مبادئنا.
ماذا لو أدركنا أن اللطف مطلوب، لكن هناك مواقف تتطلب الوضوح، الحزم، والدفاع عن النفس؟ ماذا لو أدركنا أن غياب اللطف في بعض المواقف لا يعني إبداء العنف والإيذاء وإنما قد يعني التصرف بحكمة وتعقل أو الانسحاب بلطف؟