فمصر هي جزء من الجغرافيا والتاريخ، من الماضي والحاضر، والمصير المشترك مع قارتها الأم، ومصر تدرك مسؤوليتها ورسالتها تجاه هذه القارة، شعوباً ومجتمعات، وتضع مصالح القارة وشعوبها الشقيقة والصديقة على قمة الأولويات، وتقدر الدول والشعوب الأفريقية دور مصر ومكانتها، وتتطلع إلى المزيد من التعاون معها.
واللحاق بركب التقدم وصناعة مستقبل مشرق للأجيال الجديدة من أبناء شعوبها. ومن أجل هذين الهدفين، الاستقرار والتنمية تواصل مصر مساعيها على الأصعدة العالمية، والإقليمية، والقارية، والثنائية.
وقد حرصت مصر أن تكون هي صوت أفريقيا في كل المحافل الدولية، فور استعادتها علاقاتها ومكانتها الدولية، بعد سنوات قليلة من ثورة 30 يونيو 2013، وذلك عبر المنظمات الدولية.
وفي مقدمتها الأمم المتحدة، ووكالاتها وأجهزتها المتعددة والمنظمات المتخصصة التابعة لها، وعبر مختلف المنظمات الأخرى والمجموعات الدولية والإقليمية، التي تنشط فيها الدبلوماسية المصرية، سواء مع القارة الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية وأمريكا اللاتينية ومختلف التجمعات الآسيوية في شرق وجنوب شرق وغرب آسيا.
وقد مثل تجمع «بريكس» الصاعد الواعد، والذي انضمت مصر لعضويته خلال عام 2024 واحداً من أبرز دوائر التحرك المصري النشط، من أجل تمثيل القارة الأفريقية، والسعي لتحقيق هدفيها في الاستقرار والتنمية، عبر مختلف أنشطته ودوائر تفاعلاته.
كما تتواصل اتصالات مصر مع دول غرب ووسط القارة بعد التغيرات السياسية المهمة، التي شهدتها العديد من الدول الأفريقية في تلك المنطقة، من أجل مساندة شعوبها أثناء هذه المراحل الانتقالية المهمة، وشديدة الحساسية في تطورها الداخلي وعلاقاتها الخارجية على مختلف الصعد.
كما تسعى مصر إلى محاصرة الأزمات والصراعات الخطيرة في منطقة الشرق الأوسط، المتاخمة والمتداخلة مع وسط القارة الأفريقية، حتى لا تمتد وتتوسع، لتؤثر على مناطق أكثر في هذه القارة، وذلك انطلاقاً من حقيقة راسخة، وهي تلاحم أمنها مع أمن الشرق الأوسط، سواء في مناطق البحر الأحمر والمحيط الهندي، ومناطق أخرى.
كما تواصل مصر التنسيق مع دولة جنوب أفريقيا، عبر تعاون وثيق ولقاءات متعاقبة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي، والرئيس الجنوب أفريقي، سيريل رامافوزا.
وكان آخرها على هامش قمة «البريكس»، التي يشترك البلدان في عضويتها، حيث تتشابه رؤى مصر وجنوب أفريقيا بشأن ضرورة إحلال السلام والاستقرار في كل أنحاء القارة.
وعلى صعيد جهود التنمية تقدم مصر خبراتها وسواعد أبنائها المتخصصين عبر الشركات المصرية العملاقة في مختلف مجالات العمران، في عشرات المشروعات الضخمة بعديد من الدول الأفريقية،.
وتقدم المساندة الكبيرة على صعيد التنمية البشرية، وبناء القدرات في مختلف المجالات، مثل الصحة والتعليم والري والزراعة والصناعة والأمن والإدارة والدبلوماسية، وغيرها لكل الشعوب الأفريقية الشقيقة والصديقة عبر القارة كلها.
وسط سياق يموج بالاضطرابات والانعكاسات الخطيرة، سياسياً واقتصادياً وأمنياً، للأزمات الدولية والإقليمية الكبرى، التي تتلاحق على العالم، خلال الأعوام الخمسة الأخيرة.