توقّفتُ طويلاً عند تغريدة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، التي قال فيها: «قطار الاتحاد شريان اقتصادي مهم، وجسر حيوي يعزّز مسيرة الإمارات نحو المستقبل، وهو أحد المكونات الرئيسة ضمن رؤيتنا لبناء شبكة مترابطة، تواكب متطلبات التنمية.
وتدعم مكانة الدولة كمحور لوجستي متقدم، على مستوى المنطقة والعالم، وتسهم في تسهيل حركة الأفراد والبضائع». هذه التغريدة لم تكن مجرد كلمات، وإنما صورة لمستقبل واعد.
وعلى مدار عقود، تعودنا أن تكون المسافات بين مدن الدولة بعيدة، وكأنها سفرٌ طويل، أما اليوم، فقد اختلف المشهد، حيث يعيد «قطار الاتحاد»، الذي سينطلق خلال العام المقبل، رسم الخريطة، ليس كمجرد وسيلة نقل، وإنما كمفهوم لحياة مترابطة ومستدامة.
فقطار الاتحاد لا ينقل الركّاب فقط، بل يحمل في عرباته حكاية وطنٍ قرر أن يمضي إلى المستقبل بثقة، انطلاقاً من رؤية قيادتنا الرشيدة، ببناء شبكة حديثة، تدعم الإنسان وتوحد جغرافية المكان. ومشروع بهذا الحجم، لا يُعنى بالبنية التحتية فقط، وإنما يتقاطع مع يوميات الناس.
فتسهيل التنقّل يعني وقتاً أطول مع العائلة، ووجود فرص أوسع للعمل، وحركة سياحية نشطة، وربما ولادة أحلام جديدة في المستقبل.
وفي وطنٍ مثل الإمارات، حيث لا تُصمَّم المشاريع من أجل الإنجاز فقط، بل من أجل الإنسان أولاً، يصبح «قطار الاتحاد» جزءاً من نسيج اجتماعي واقتصادي متكامل، يربط الأماكن، ويمنح تفاصيل الحياة بُعداً مختلفاً. وما بين محطة وأخرى، تنمو أفكارٌ أخرى. فهذا المشروع يربطنا بمستقبل تدعمه الطاقة المتجددة، ويقوده الذكاء الاصطناعي، وتُضيئه مشاريع استكشاف الفضاء.
ولعلّ أجمل ما في هذا القطار، أنه يُعلن عن استمرارية الحلم الإماراتي، الذي لا يتوقّف أبداً.
مسار:
في الإمارات لا نتعامل مع المستقبل كغدٍ غامض، وإنما كمحطةٍ قادمة، نعرف تماماً إلى أين ستأخذنا.