ما زلتَ تدأبُ في الخيراتِ سَبّاقا
نحو المكارم إرشادًا وإنفاقا
محمّد الخير مَنْ سارت بسيرته
شمسُ المناقب إصباحًا وإشراقا
يا وارثَ المجد من قومٍ هُمومهُمُ
غوثُ الأحبّة إحسانًا وإنفاقا
مِن راشد الخير قد طابت أرومتُهُ
يا طيبَ الفال أخوالاً وأعراقا
هو النادر في أخلاقه، السابق لفعل الخير في ترشيد المال وإنفاقه، ذلكم هو صاحب السموّ الشيخ محمّد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبيّ، رعاه الله، الذي يسطّر كل يوم صفحة في دفتر المجد والخلود بما يُجري الله على يديه من فعل الخيرات، وترسيخ المكرمات في بلدٍ نشأ على فعل الخير وحُبّ الإنسان منذ أن حباه الله بقائد حكيم رشيد قد فطره ربّه على فعل كلّ ما هو جميل ونبيل وأصيل، هو المغفور له طيّب الذكرى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، فأصبح فعل الخير ميراثًا يتوارثه رجال هذه الدولة.
وكان لصاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد الحظّ الوافر من استلهام سيرة قادة الطريق المؤسسين الأوائل وفي طليعتهم والده طيّب الذكرى المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، وما زال قلبه الوفيّ النبيل يحمل أصدق مشاعر الحب والوفاء لأولئك الشيوخ الكبار، وتقديمهم كنماذج مُلهمة للأجيال، وتذكير أبناء الوطن بأنّ لهم آباءَ صدق كانوا منارات في فعل الخير ومدّ يد العون والإحسان للإنسان.
في هذا السياق الأخلاقي الفريد من الوفاء للآباء أعلن صاحب السموّ الشيخ محمّد بن راشد عن إطلاق حملة رمضانية سمّاها «وقف الأب» تكون خير تعبير عن الوفاء في استقبال شهر رمضان الكريم الذي اعتادت فيه دولة الإمارات العربية المتحدة وإمارة دبي على وجه الخصوص على إطلاق مبادرات إنسانيّة خيريّة متميّزة جدّاً تجفف منابع الفقر والحاجة والعِوز في هذا الشهر الكريم، ومن منّا ينسى حملة «المليار وجبة» التي كانت علامة فارقة في مسيرة عمل الخير في هذا البلد الطيب المعطاء.
وترسيخاً لهذه السيرة العاطرة كتب صاحب السموّ الشيخ محمّد بن راشد تغريدة ثمينة على حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي استنهض فيها الهِمم لبذل أقصى طاقة في سبيل توفير كل ما يلزم للمحتاجين في شهر الخير والرحمة، شهر رمضان الفضيل الذي عوّدنا فيه صاحب السموّ الشيخ محمّد بن راشد على هذا النمط المتفرّد من المبادرات التي تعكس أصالة هذا الشعب الكريم وأخلاقه الطيبة النبيلة.
«الإخوة والأخوات: يحلّ علينا شهر كريم عظيم خلال الأيام القادمة، وجرياً على عادتنا السنويّة في إطلاق حملة رمضانية إنسانية من شعب الإمارات، نُطلق اليوم «وقف الأب» وقفٌ مستدام ليكون صدقة جارية عن جميع الآباء في دولة الإمارات».
بهذه اللغة الأبوية الشفيفة يخاطب صاحب السموّ الشيخ محمّد بن راشد أبناء شعبه رجالاً ونساءً بلفظ الأخوّة الذي يعكس مشاعر المحبّة والتواضع التي تسكن قلبه تجاه أبناء شعبه، حيث ذكّرهم بالعادة السنويّة الحسنة التي يستقبل بها شعب الإمارات الكريم قدوم خير شهور العام شهر رمضان المبارك .
والذي اعتاد فيه صاحب السموّ الشيخ محمّد بن راشد على إطلاق المبادرات التي تخفّف نداء الجوع في الأمعاء الخاوية، وتجفّف منابع المسغبة في شتى بقاع الأرض تعبيراً عن المشاركة الإنسانية للإنسان مهما كان دينه وأصله وموطنه، وتعبيرًا عن قيمة الوفاء لسيرة الآباء المؤسسين لهذا الوطن العزيز فقد اختار صاحب السموّ إطلاق «وقف الأب» على هذا الوقف المستدام الذي سيكون صدقة جارية عن تلك الأرواح الطيبة التي غادرت هذه الدنيا بعد أن غرست قيم الوفاء في النفوس، وعبّدت الطريق لعمل الخير الذي أصبح ثقافة راسخة في هذا الوطن الجميل.
«الأب أوّل قدوة، وأوّل سند، وأوّل معلِّم، مصدر القوة والحكمة والأمان في حياتنا صغارًا وكبارًا»، وتأكيدًا على القيمة الأخلاقية الكبرى للآباء يلقي صاحب السموّ الشيخ محمّد بن راشد ضوءًا ساطعًا على المعنى العميق للأب الذي يحتلّ الموقع الأوّل والأعمق في صناعة الحياة بالنسبة للأبناء، فالأب هو القدوة الأخلاقيّة والسلوكيّة في الكرم والشجاعة والإدارة والفروسية، وهو السند الأوّل الذي تستند إليه روح الطفل في خطواته الأولى نحو فهم الحياة، وهو المعلِّم الأوّل الذي يغرس أنبل القيم والأخلاق والعواطف في القلوب الغضّة ولذلك فهو مصدر القوة بكل تجليّاتها وأشكالها.
وهو مصدر الحكمة التي يتعلّمها الولد من أبيه وتؤهّلُه لكيفية مواجهة الحياة بكلّ ما فيها من التحدّيات والعقبات، وهو مصدر الأمان لأنّه المسؤول عن حماية الروح والقلب والجسد ضمن مسؤولياته الأخلاقية والاجتماعية، ولذلك ستظلّ صورة الأب عميقة الحضور في الوجدان العميق للطفل حين يتذكر كلّ هذه المعاني الثمينة التي لا يمكن تقديمها إلا من خلال شخصية الأب القدوة الشجاع.
رحم الله من مضى، وحفظ الله من بقي، ودورنا أن نحتفي بهم في هذا الشهر الفضيل عبر صدقة جارية في وقف إنساني مستدام باسم آبائنا سيُخصّص ريعه لعلاج المرضى والرعاية الصحية للفقراء والمحتاجين وغير القادرين.
وتعبيراً عن عمق الوفاء للآباء يترحّم صاحب السموّ الشيخ محمّد بن راشد على الأرواح الطيّبة التي غادرت هذه الحياة إلى طيّات الأرض، ودعا بطول العمر للآباء الأحياء الذين ما زالوا يشاركوننا نعمة العيش في هذا الوطن الجميل، لافتًا النظر إلى أنّ دورنا المنوط بنا هو أن نحتفي بهم في هذا الشهر الفضيل من خلال هذا الوقف المبارك الذي سيكون وقفًا مستدامًا يُقدّم خدماته العلاجية للمرضى والرعاية الصحية للفقراء والمحتاجين الذين لا يلتفت إليهم أحد في حومة الصراعات والنزاعات التي استنزفت خيرات الأرض والحسّ الإنساني النبيل بأوجاع الإنسان.
«ندعو الجميع للمشاركة في هذا الوقف، صغارًا وكبارًا، رجالاً ونساءً، نُفرّح آباءنا، ونُرضي ربّنا، ونصوم شهرنا ونحن في خير ومحبة ورحمة، ونحن في عام المجتمع الذي نهدف فيه لتقريب القلوب وترسيخ المحبة والتماسك والتعاضد في جميع الأُسَر».
ثمّ كانت هذه الدعوة الشاملة من لدن صاحب السموّ الشيخ محمّد بن راشد حيث دعا جميع أبناء الوطن للإسهام القويّ الفاعل في دعم هذه المبادرة بحيث يشمل ذلك جميع الأعمار، من الصغار والكبار، من الرجال والنساء، لكي يكون ذلك وسيلة لتحصيل رضا المولى سبحانه.
ويكون عوناً لأداء فريضة الصيام في هذا الشهر المبارك ضمن شعورٍ عميقٍ بالإحسان تعمُّ فيه مشاعر الخير والرحمة والمحبة، وهي المشاعر الكفيلة بإشاعة أجواء التماسك والتراحم والتعاضد بين جميع فئات المجتمع، ويكون لها أكبر الأثر في صيانة الأسرة التي هي أساس المجتمع المستقر ودعامته الكبرى.
«حفظ الله دولة الإمارات، ورحم آباءها المؤسسين، وأدام الخير والرحمة على جميع الآباء في دولة الإمارات « ثمّ كانت هذه الخاتمة الرائعة التي دعا فيها صاحب السموّ الشيخ محمّد بن راشد بالحفظ لدولة الإمارات وطن المحبّة والعطاء، مع الدعاء بالرحمة لجميع الآباء المؤسسين الذين تركوا هذا الوطن أمانة في أعناق الأبناء المخلصين، والذين صانوا العهد ولم يخيّبوا ظنًّا للراحلين».