وهو ما يشهد عليه تنسيق وتقسيم الأدوار بين مجموعات وأفراد وصفوف مترابطة من القائمين بالتحريض وممارسة الأكاذيب، والإلحاح على هذا ليلاً ونهاراً.
وأعداد من المتعاطفين مع مأساة الشعب الفلسطيني والمتحمسين لأي نوع من المساندة له، دون علم كافٍ أو حتى دون علم على الإطلاق، بحقيقة ما يجري على الأرض منذ السابع من أكتوبر 2023.
فأما عن هذا التقدير الإخواني فهو قائم على أن عظم مأساة غزة وأهلها، وخصوصاً المجاعة التي تجتاحهم منذ بدء الاجتياح الإسرائيلي للقطاع في مايو الماضي، أصبح الأكثر تأثيراً في مشاعر الشعوب العربية كافة.
ومن بينها الشعب المصري، ومن ثم يسهل استغلاله لتحريكهم في الاتجاه الذي تريده الجماعة. وبعد فشل إعلام الجماعة الذريع طيلة الأعوام الـ 12 الماضية في تأليب المصريين على حكمهم عبر استغلال القضايا الداخلية، بالرغم من احترافه الاختلاق والتزوير والكذب والتهويل لكل همسة تحدث في وادي النيل.
وجد في القضية الفلسطينية التي هي من أبرز ثوابت اتجاهات ومشاعر المصريين، لكي يحاول باستغلالها التحريض على هذا الحكم، عسى أن يصل إلى هدفه الحقيقي، وهو إسقاطه، وليس نصرة فلسطين ولا شعبها الشقيق البطل.
وبعض من حسني النية المتعاطفين مع الشعب الفلسطيني غير العالمين بما يجري واقعياً، نحو التعدي على البعثات الدبلوماسية المصرية في بعض عواصم العالم، بالحجة الكاذبة بأن مصر تحاصر غزة، وقد تأكد الهدف الحقيقي المشار إليه للجماعة من هذا التحرك، فهي لم تجرؤ ولا تريد على الاقتراب.
ولو بعد عدة كيلو مترات من أي مقر رسمي لإسرائيل في أي مكان من العالم، ولم يدعُ إعلام الجماعة أبداً لمثل هذا التحرك ضد من يشن حرب الإبادة والتجويع على غزة وشعبها، والمفترض أنه الهدف الصحيح إذا كان الغرض هو مساندة الشعب الفلسطيني والدفاع عنه.
فقد اتهم رئيس الوزراء، نتانياهو، مصر مرتين في أسبوع واحد في سبتمبر الماضي، بأنها وراء تهريب كل ما تحتاج إليه الفصائل الفلسطينية في غزة، وأنه لهذا لن يتنازل عن احتلال ممر فيلادلفيا، الذي يفصل القطاع عن مصر.
وفي فبراير من العام الجاري عاد نتانياهو من جديد ليشن هجوماً حاداً على مصر، في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز الأمريكية، لأنها هي التي تمنع الفلسطينيين من مغادرة قطاع غزة.
وذهب وزير المالية الإسرائيلي المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، إلى أبعد من رئيسه، خلال اجتماع الحزب الصهيوني الديني بالادعاء بأن مصر مسؤولة بشكل كبير عما حصل في السابع من أكتوبر.
وقبلها بأيام تساءل مستنكراً مندوب إسرائيل بالأمم المتحدة عن أسباب اقتناء الجيش المصري معدات عسكرية حديثة رغم عدم مواجهة البلاد أي تهديدات، معتبراً أن ذلك يدعو للقلق.
وقبل يومين فقط عقدت في الكنيست جلسة حوارية ثانية، وكانت الأولى في أبريل الماضي، بعنوان: الحدود المصرية - الإسرائيلية والواقع الأمني المتغير، شهدت هجوماً جارفاً على التحركات العسكرية المصرية في سيناء، واتهامات علنية لمصر بأنها الخطر الأكبر على إسرائيل، وأنها أكبر دولة معادية للسامية في العالم العربي.
هذا هو الهدف الحقيقي لحملة «الإخوان»، وهذه هي بعض من تناقضاتها القاتلة، ولكن هكذا هي الجماعة، التي تطبق دوماً، وبإخلاص قاعدة ميكافيللي: «الغاية تبرر الوسيلة».