في دبي المستقبل يبدأ الآن

قد يتساءل المرء، ماذا بعد لإمارة فتية استطاعت أن تكون رقماً صعباً بين أكثر المدن عراقة وحداثة؟، فالحرص واضح على المحافظة على تاريخ الإمارة، وتقودك الشوارع والأسواق القديمة كما المراكب التقليدية والشواطئ والمتاحف والصحارى إلى ألف قصة وقصة تروي تاريخ أهل دبي وذكرياتهم.

وإلى جانب العراقة والتاريخ المصان، لا تنفك دبي تؤكد أن الحداثة والتطور المدني السريع يدخلان في صلب خططها التنموية، والتقدم التكنولوجي في دبي وتيرته سريعة وتوليه الحكومة أهمية كبيرة لدوره الأساسي في خلق بنية تحتية رقمية متطورة.

وعلاوة على تحديث وتطوير بيئة الأعمال، هناك اهتمام كبير أيضاً بتحسين المستوى المعيشي والارتقاء به إلى مستويات تساير العصر وتؤمن الرخاء.

ويكفي هنا الإشارة فقط إلى إطلاق الحكومة الذكية ودبي الرقمية.

ومن فوق الأرض إلى باطنها، جذبت دبي الأنظار بإعلانها الأسبوع المنصرم إطلاق مشروع «دبي لوب» بالتعاون مع شركة لإيلون ماسك، لتعتمد الإمارة بذلك أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا الحديثة الخاصة بأنظمة النقل الذكي وتكون الأولى بالمنطقة في اعتماد خيار أنفاق غير تقليدية بتكنولوجيا ثورية.

ويعتمد المشروع على شبكة أنفاق متطورة تمتد 17 كيلومتراً، وسيتيح للركاب التنقل بين مختلف أرجاء المدينة في «لحظات»، من دون التعرض للازدحام المروري. وفيما لا تزال المدن التقليدية تشيد مسارات للمترو تحت الأرض، تبدأ دبي بتشييد أنفاق تتنقل فيها براحة وخصوصية سيارتك بدقائق قليلة.

والمشروع الثوري أثبت نجاحه في الولايات المتحدة لينتقل إلى الخليج من بوابة دبي التي تحتضن مجدداً المستقبل اليوم.

ويمكن هنا أيضاً إلقاء بعض الضوء على برنامج دبي للروبوتات، الذي يهدف إلى أن تكون الروبوتات جزءاً من مستقبل دبي القريب، حيث تسعى الحكومة إلى توفير 200.000 روبوت لرفع مستويات الكفاءة والإنتاجية في القطاعات الخدماتية والصناعية واللوجستية.

في دبي المستقبل يبدأ الآن. فالمدينة لا تهدأ ولا تنام، وفيها يحلو العيش في ظل الخدمات الراقية ومستوى المعيشة المرتفع والتقدم التكنولوجي المتسارع، هذا علاوة على الطبيعة الخضراء والحدائق الملونة والشواطئ البيضاء، التي تمتد بين ناطحات السحاب لتشكل لوحة ترسم واقع دبي الجميل. فلا نستغرب إذن لماذا يريد العالم أن يزور ويقيم في دبي.